وهذا الشكل أكثر ملاءمةً لاستحكام البناء (لأننا لو دققنا قليلاً نجد أنَّ الشكل السداسي يشبه الأقواس من جميع الجهات حيث يمتلك الحد الأقصى لمقاومة الضغط ، بينما تتضرر المثلثات والمربعات أمام الضغط كثيراً).
بالإضافة إلى أنَّ جسمَ النحل اسطواني الشكل تقريباً ويتلاءم كثيراً مع الخروج والدخول في مثل هذه البيوت.
على أيّةِ حالٍ ، كلَّما تحققّنا بخصوص ما أشار إليه القرآن الكريم في مسألة بناء بيت النّحل نحصل على مسائل عجيبةٍ جديدة ، تجعلنا نعظم خالق ومبدع ومرّبي هذه الحشرة العجيبة.
* * *
٢ ـ جمع رحيق الأزهار وصناعة العسل
الأمر الثاني الذي استند إليه القرآن هو جمع العسل من رحيق الأزهار ، وهو من المسائل المدهشة والمحيّرة حقاً.
يقول بعض العلماء : يجب أن تسافر ٥٠ الف نحلة من أجل إعداد كيلو غرام واحد من العسل!.
وتؤكد حسابات العلماء أيضاً أنّه من أجل اعداد كيلو غرام واحد من الرحيق يجب أن يَمتصَ النحل سبعة آلاف وخمسمائة زهرةٍ كمعدلٍ ويستخرج رحيقها (وطبقاً لهذه المعادلة يجب امتصاص ٥ ، ٧ مليون زهرةٍ لاعداد كيلو غرام واحد من العسل!) (١).
ولابدّ أن نعلمَ أيضاً أنَّ النَّحلَ يسافر يومياً حوالي ١٧ ـ ٢٤ مرّة من أجل جمع رحيق الأزهار.
ولا عجب أن نعلم أنّ النَحْلَ لم يَذق طعمَ الراحةِ طول عمره ، وأنّه لا يرى النومَ أبداً ، فهو يقظٌ طول عمره! (٢).
__________________
(١) تربية النحل ، ص ١١٢.
(٢) المصدر السابق ، ص ١١٥.