وتُصنعُ منه ادويةٌ تؤثرُ في نعومةِ وجمال الجلد وازالة الحروق والتجعدات.
ويُصنع من العسل دواءٌ يعالج ورمَ الفم ويُعطرُ التنفس.
ويستثمر العسل أيضاً في معالجة ذبول الجلد ، والتشققات ، والحروق ، والرَّمد ، واللدغات المؤلمة للحيوانات ، وورم العين ، والسعال.
وقد قام بعض العلماء بصناعةِ اقراصٍ من رحيق الأزهار تحتوي على مواصفاتٍ تشبه مواصفات العسل واهم آثارها مضاعفة طاقة الشباب وتنشيط الخلايا ومن ثمّ يؤدّي إلى الراحة وطول العمر (١).
ولهذا فقد عُرِف أنَ «فيثا غورس» كان يوصي طُلّابَه «كلوا العَسَلَ والخبز ما استطعتم» وكان «بقراط» يقول : «لو أردتم عمراً طويلاً فعليكم بالعسل».
إنَّ الآثار المنشّطة والخواص العلاجية والترميمية للعسل أكثر ممّا تمّ بحثه في هذا المختصر ، حتى دوَّنَ بعضُ العلماءِ كُتباً مستقلةً حول الميزات الغذائية والعلاجية للعسل.
وقد جمع القرآن الكريم كل هذه المطالب في جملة : «فِيهِ شَفَاءٌ لِلنّاسِ» بشكل دقيق.
ولا عجب إن كانت لدغة النحل والسم الموجود فيها علاجاً للكثير من الأمراض أيضاً ، كالروماتيزم ، والملاريا ، وتضخم الغدة الدرقية ، وألم الأعصاب ، وبعض أمراض العين ، وغيرها ، ويجب أن يكون التداوي بوخز النحل حسبَ برنامجٍ خاصٍ وبإشراف الطبيب ، فمثلاً في اليوم الأول مرّة واحدة ، وفي الثاني اثنتان ، وحتى اليوم العاشر يستفاد من عشرة زنابير ، وتلك هي المرحلةُ الاولى من العلاج ، وأما في المراحل الثانية فيتخذ العلاج شكلاً آخر ، وإذا تجاوز وخزُ النحل الحدَّ المعينَّ فمن الممكن طبعاً أنْ تتمخض عنه أخطارٌ ، كما أنّ قليلُهُ مضر بالأشخاص الذين لديهم حساسية اتجاهه.
لقد كتبَ بعضُ العلماء مقالةً أو مقالاتٍ بهذا الخصوص ، واختار بعضهم رسالته للدكتوراه تحت عنوان «مستخرجات سمِّ النحل وخواصها العلاجية» (٢).
* * *
__________________
(١) الجامعة الاولى ، ج ٥ ، ص ٢١٢ ـ ٢٩٠ ، نشرة الطب والدواء وكتب اخرى.
(٢) المصدر السابق ، ص ١٧٤.