ومن الضروري الانتباه إلى أنّ الأشجار التي تحتوي على الأزهار الذكرية والانثوية صنفان : الأشجار العقيمة غير المثمرة ، والأشجار المثمرة التي لها القدرة على ذلك.
ومن أجل تكون الثمار في الصنف الأول لابد من وجود واسطةٍ للتلقيح ، وهذه الواسطة عبارة عن النحل ، وقد ثَبُتَ أنّ ٨٠ خ من عملية تلقيح الأزهار يجري عن طريق النحل ، ومن أجل المزيد من الاطلاع على دور النحل يجب الانتباه إلى أنّ جميع أنواع التفاح ، والاجاص ، والكرز ، واللوز وأمثالها تعتبر من الأشجار العقيمة!
وقد واجهت المساعي التي بُذلت بصدد إجراء التلقيح بالطرق الكيميائية والميكانيكية والاصطناعية فشلاً ذريعاً ، ومن هنا يتضح دور النحل (١).
ويضيف العلماء : «إنَّ النحل يساعدنا بكلفة لا تقل عن مائتي الف درهم في الزراعة مقابل كل الف درهم من العسل والشمع الذي يصنعه لنا»! (٢).
ونختم هذا الحديث بجملةٍ عجيبةٍ عن «متر لينغ» استاذ علم البيئة ، بقوله : «لو هلك النحل (سواء الوحشي منه أو الأليف) ، فسيَفنى مائةُ الفِ نوع من النباتات والأزهار والثمار وما يدريك بأنْ لا تزول حضارتنا أصلاً»!! (٣).
* * *
٥ ـ البناء الجسمي للنحل عجيبٌ أيضاً!
إنَّ تركيب النحل ذاته ذو قصةٍ طويلةٍ ومدهشةٍ وعيونها بالذات اكثرُ عجباً إذ يقول العلماء : تتألف عيون النحل من الفين وخمسمائة طبقة صغيرة! تُشكِّل مع بعضها زاوية من ٢ ـ ٣ درجة ، وهذه العيون قادرةٌ على تعيين موقع الشمس فيما إذا حجبتها الغيوم ، عن طريق الأشعة فوق البنفسجية التي تؤثر فيها.
__________________
(١) تربية النحل ، ص ٢٣٣ و ٢٣٤ «مع الاختصار».
(٢) اقتباس عن عالم الحشرات.
(٣) الجامعة الاولى ، ج ٥ ، ص ٥٥.