شرح المفردات :
«دابّة» : كما قلنا سابقاً من مادة «دبيب» أي السير ببطءٍ وهدوء ، إلّاأنّها تُطلقُ عادةً على جميع الحيوانات ، وعلى المذكر والمؤنث والموجودات التي تَدُبُّ على الأرض وحتى طيور السماء ، وجمعها «دوابّ» وتعني البهائم.
وقد تستعملُ أحياناً بصدد نفوذ وحلول شيءٍ في موجودٍ آخر ، فيقال مثلاً : دبَّ الشرابُ في الجسم ودبَّ السُّقمُ في البدن.
وهذا المفهوم يشملُ حتى الإنسان ، وموارد استعماله في القرآن الكريم تشهدُ على ذلك (١).
«انعام» : جمع «نَعَم» (على وزن قَلَم) وهي ماخوذة في الأصل من مادة «نعمة» ثم اطلقت على «الجَمَلْ» ، لأنَّ الجَمَلَ كان من أفضل النعَمِ لدى العرب ، ويُطلقُ هذا اللفظ على الدواب الاخرى كالبقر والماشية بشرط أنْ يكون الجملُ جزءاً منها (٢).
وصرَّحَ رهطٌ من ارباب اللغة أنَ «النِّعَم» ذات معنىً جمعي ولا مفرد لَها ، و «انعام» جمع الجمع (٣).
يقول «ابن منظور» في «لسان العرب» : إنَ «النَّعَم» تعني الحيوان المجتر ، ثم ينقل عن آخرين أنّ «النَّعم» تُقالُ بخصوص الجَمل ، وعن بعضهم الآخر أنّها تُطلقُ على الجمال والماشية.
وسُميت «النَّعامةُ» بهذا الاسم لأنّها تشبه «البعير» كثيراً لضخامة جسمها ، ولذلك اطلقت على ظلال الجبال وغيرها ، أو الاعلام التي تُثبتُ في الصحارى لتحديد الطريق.
على أيّةِ حال .. مهما كان المعنى الأول للفظ «انعام» فهو يطلقُ في الاستعمالات العادية على الحيوانات المجترّة (البقر والأغنام والجِمال).
__________________
(١) لسان العرب ، مفردات الراغب ، ومجمع البحرين مادة (دبّ).
(٢) مفردات الراغب.
(٣) مجمع البحرين ، وأقرب الموارد.