٢٠ ـ آياته في خلق اعضاء جسم الإنسان
تمهيد :
من أجل أن يتمكن الإنسان من إقامةٍ الأواصر مع العالم الخارجي فهو يحتاج إلى ادواتٍ مختلفةٍ ، حيث جَهَزه اللهُ بها ، فقد جهّزَهُ بحاسة البصر لرؤية هيئة ولون وكمية ونوعية الموجودات ، وبحاسة السمع من أجل معرفة أنواع الأصوات كما جهّزه بحواس اخرى من أجل الاحساس بالروائح ، البرد والحر ، الخشونة والنعومة و ...
إنَّ بناء هذه الآلات معقَدٌ ودقيقٌ بالقدر الذي يُمكن أن يكون شرح كلٍّ منها موضوعاً لعلمٍ مستقلٍ ، وقد دوِّنت كتبٌ كثيرة بهذا الخصوص حيث تُعتبر في الحقيقةِ مجموعةً من أسرار التوحيد ، ودروس ، وبلاغات ونغمات لمعرفة الله تُردُدها هذه الأعضاء في مسامع روح الإنسان ، فمن غير الممكن أن يتأملَ المرءُ في بناء هذه الأعضاء ولا يخضع اجلالاً امام قدرة وعظمة خالقها ، سواء اعترف بلسانه أم لا.
بهذا التمهيد نُيممُ وجوهنا صوب القرآن الكريم ونتأمل خاشعين في الآيات التالية :
١ ـ (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِّنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَاتَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصارَ والافْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). (النحل / ٧٨)
٢ ـ (وَهُوَ الَّذِى أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفئِدةَ قَلِيْلاً مَّا تَشْكُرُونَ). (المؤمنون / ٧٨)
٣ ـ (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّماءِ وَالأَرضِ أَمَّنْ يَملِكُ السَّمْعَ وَالأَبصَارَ .... وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ افَلَا تَتَّقُونَ). (يونس / ٣١)