٤ ـ (أَلَم نَجْعَلْ لَّهُ عَيْنَيْنِ* وَلِسَاناً وشَفَتَيْنِ). (البلد ٨ و ٩)
٥ ـ (قُلْ أَرأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوْبِكُمْ مَّنْ الهٌ غَيْرُ اللهِ يَأتِيْكُمْ بِهِ أنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُوْنَ). (الانعام / ٤٦)
٦ ـ (سَنُرِيْهِمْ آيَاتِنَا فِى الآفَاقِ وَفِى أَنْفُسِهِمْ حَتَّىَ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ). (فصلت / ٥٣)
* * *
شرح المفردات :
«السَّمْع» : تعني في الأصل قوّة السَّمع ، وقد تطلق على الأذن أيضاً ، وقد وَردَ هذا اللفظ بمعنى الاستماع ، واستجابة الدعوة والقبول والتجسس أيضاً ، وإذا ما استخدمت في ما يخص الباري تعالى فهي تعني علمه واطلاعه على المسموعات ، و «اسماع» جمع «سمع» إلّا أنَّ هذا اللفظ لم يُستخدم في القرآن الكريم اطلاقاً ، ولعلّه بسبب أنّ «السمع» تستعملُ في معنى الجمع أيضاً (١).
«بَصَرْ» : وتعني «العين» وتستخدمُ أيضاً بمعنى «قوة النظر» ، ويُستعمل هذا اللفظ في معنى قوة العقل والفهم أيضاً ، فيقال لها «بصر» و «بصيرة» (جمع بصر ، «ابصار» وجمع بصيرة «بصائر»).
إلّاأنَّ لفظ بصيرة لا يُطلقُ على العين أبداً ، بل يُقال لها «بَصَرْ» والعجيب أنَّ لفظ البصير يُطلقُ أحياناً على المكفوفين ، ولكن يظهرُ أنّ هذا الاستعمال ليس بسبب علاقة التضاد ، بل لأنَّ المكفوفين غالباً ما يتميزون بقوة إدراكٍ فائقة ، ويتلافون فقدانهم لقوة البصر بقوة التفكير والبصيرة (٢).
واعتبر بعضُ أرباب اللغة كمؤلف «المصباح» أنَّ المعنى الأصلي لـ «بَصَر» هو النور
__________________
(١) لسان العرب ، المفردات ، مجمع البحرين ، والتحقيق في كلمات القرآن الكريم.
(٢) مفردات الراغب.