صعباً ويجب استعمال حلقاتٍ متباينة باستمرار من أجل التصوير ، بينما تصوِّرُ شبكيةُ العين ذاتياً على الدوام ، وبعد انتقاله وحفظِه في الدماغ يُمحا وتستعد لتصوير منظرٍ آخر ، ويُنجزُ هذا العمل بسرعةٍ عجيبةٍ ومدهشةٍ للغاية ، علماً أنَّ مسألة اخراج شريط التصوير التي تعتبر عملاً شاقاً ومستهلكاً للوقت لم تُطرح هنا.
٧ ـ الأجهزة الجانبية : من أجل أنْ تقومَ العين بانجاز واجباتها فقد جُهزت بالكثير من اللوازم التي يعتبر كلٌ منها مدهشاً أيضاً.
إنَّ وجودَ الغدد «الفوّارة» التي تَصبُّ السائل الخاص والشفّاف بشكلٍ دائمٍ في العين ، ويَسمح للاجفان أن تتحرك فوق فص العين بدونِ أقَّل تماسٍ خشنٍ ، وتسوق فضلات الماء الموجودة في أسفلها إلى الخارج ، فينحدر إلى بؤبؤ العين ، وللأجفان ردود فعل سريعةمقابل الحوادث المختلفة حيث تحافظ على العين من الصدمات ، وهجوم التراب والغبار ، أو الضوء الشديد ، وبناء «الأهداب» التي هي بمنزلة ستائر تسمح للعين بالاستنارة قليلاً مع كون العين مفتوحة وتحفظها من دخول الغبار والتراب ، واستقرار العين في صندوقٍ عظمي قويٍّ جدّاً كالقلعةِ المنيعة ، ووضع هذا الصندوق في مكانٍ مرتفعٍ من الجسم حيث يسمح لها أن ترى جوانبها كالراصد الذي يتمركز في المرصد ، ووجود الحواجب التي تُمثلُ درعاً لحمايتها ، وامور جمَّة اخرى حيث لكلٍّ منها قصةٌ لطيفةٌ ومدهشةٌ وغنية بالمعاني.
لو جمعنا كلَّ هذه الامور وتمعّنا فيها قليلاً فمن المسلَّم به اننا سنذعنُ أنَّ صانعَ العين كانَ مطلعاً على جميع الأنظمة المتعلقة بالعدسات ، وانعكاس الضوء ، ومسائل اخرى معقّدة من هذا القبيل ، وخلقَ مثل هذا الموجود العجيب بعلمه وقدرته الأزلية.
* * *
٢ ـ اللسان ، هذا العضو المحترف!
إنّ من بين الأعضاء التي تمت الإشارة إليها في الآيات المذكورة هو اللسان ، الذي يعتبر بحقٍ من عجائب خلق الله ، ولو كان لهذا اللسان لسانُ ينطقُ عنه ، لشَرحَ لنا ما فيه من