٣ ـ (إِنَّا خَلَقْنا الإِنْسَانَ مِنْ نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيْهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيْراً). (الإنسان / ٢)
٤ ـ (يَا ايُّهَا النَّاسُ انَّا خَلَقْنَاكُم مِّنْ ذَكَرٍ وَانْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا انَّ اكْرَمَكُمْ عَنْدَ اللهِ اتْقاكُمْ). (الحجرات / ١٣)
٥ ـ (هُوَ الَّذِى أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِيْنَ* وَالَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ انْفَقْتَ مَا فِى الأَرضِ جَمِيْعاً* مَا الَّفتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّه عَزِيزٌ حَكِيْمٌ). (الانفال / ٦٢ ـ ٦٣)
* * *
جمع الآيات وتفسيرها
شرح المفردات :
«زوج» : تعني في الأصل الحيوان المذكر والمؤنث حيث يُطلقُ هذا اللفظ على كلٍّ منهما ، ويُطلقُ ـ أحياناً بمعنى أكثر شموليةً ـ على كلِّ شيئين متناظرين ، سواء كان من ناحية التشابه أو التضاد ، كزوج الحذاء ، أو الجوراب ، أو الليل والنهار والخير والشَّر وأمثالها ، أو الارقام التي تقبل القسمة على اثنين متساويين ، لأنَّ كلاً منها يناظر الآخر ، إلّاأنّها تُقال في خصوص البشر لمن أبرم عقد الزواج بينهما.
وقال بعض أرباب اللغة إنَّ معنى «زوج» عبارة عن الشكل الذي يكون له مثيل ، كالأنواع والألوان المختلفة ، أو الشيء الذي له مضاد ، كالرطب والجاف ، المذكر والمؤنث ، الليل والنهار ، الحلو والمر ، كما صرَّحوا أنَ «زوج» تعني كلَّ فردٍ من الزوجين ، لا الاثنين معاً بل يجب أن يقال للاثنين «زوجان»، واطلاقُ زوج على الاثنين هو من كلام الجهلة (١).
«لِتَسْكُنُوا» : من مادة «سكون» وتعني في الأصل ثبات الشي بعد الحركة ، وجاء في «مقاييس اللغة» أنَّ أصلها بمعنى الاطمئنان ، والحالة التي تعاكس الاضطراب والحركة ، وتطلقُ أحياناً على تخفيف ضغط العاصفة والحر والبرد ، والمطر والغضب أيضاً ، ولهذا سُمِّيَ «سكان» السفينة بهذا الاسم حيث يعتبر أساس واطمئنان السفينة ووضعها في
__________________
(١) المفردات ، مصباح اللغة ، التحقيق ولسان العرب.