١ ـ بُرهَان النظم
التمهيد :
إنّ أوسع برهان اعتمد عليه القرآن الكريم في آياته وسوره في إثبات «معرفة الله» هو «برهان النظم» بشكل غطى هذا البرهان على كافة البراهين التي وردت في القرآن الكريم.
وهذا يدل على أنّ أفضل وأوضح طريق لمعرفة الله وتنزيهه من كافة ألوان الشرك من وجهة نظر هذا الكتاب السماوي العظيم هو البحث في نظام الخلقة وأسرار الوجود وآيات الآفاق والأنفس.
مميزات برهان النظم :
لهذا البرهان خصائص من أجلها اعتمد وأكد عليه القرآن الكريم إلى هذا الحد.
١ ـ إنّ برهان النظم يقنع العلماء كما يقنع عامة الناس ، أي أنّ كل فئة تستطيع الاستفادة والانتفاع منه حسب قابليتها ، وذلك لأنَّ الناس مختلفون في إدراك أسرار الخلقة.
٢ ـ ليس في برهان النظم الجفاف الموجود في الاستدلالات الفلسفية ، بل على العكس فيه لطف خاص يمنح الإنسان حبّ الاطلاع على ذلك المُبدىء الكبير ، ويوجد فيه نوعاً من الاندفاع والشوق نحوه ، ويخلق لديه حالة من الخضوع الممزوج بالحبّ ومعرفة الله ، وبتعبير آخر فهو يروي عقل الإنسان كما يروي عواطفه وأخلاقه.
وأخيراً فإنّ برهان النظم وبسبب دراسته لأنواع النعم الإلهيّة ضمن دراسة نظم هذا العالم فهو يؤكد على مسألة شكر المنعم ، وهذا بحدّ ذاته حافز آخر من حوافز التوحيد.