المسنون إحدى أعمال الخلق العظيمة والآيات الكبيرة على وجود الله فحسب ، بل إنّ كل واحدة من خلايا الجسم بامكانها أن تكون مرآة عاكسة لعظمة الله ووجوده.
التعقيد والدقة في نظام الخلق :
يقولون : إنّ للجهاز الفلاني نظام معقد ، هذا عندما يكون بناؤه متكوناً من أجزاء وتشكيلات مختلفة ذات ارتباطات متعددة ومتنوعة ، ويقوم بأعمال متباينة مهمّة ، فمثلاً الحاسبة الألكترونية التي تستطيع فضلاً عن أعمال الحساب الأصلية أن تحل أنواع المعادلات الجبرية والقضايا الهندسية وتؤدّي مختلف الحسابات الرياضية بسرعة أو تحفظها في حافظتها ، تعتبر ذات نظام معقد.
يقول العلماء : إنّ خلف غشاء شبكية العين يُوجد تسعون ألف حزمة عصبية تربط بين خلايا الشبكية وسلسلة الأعصاب (بالطبع لكل عين من عيني الإنسان تسعون ألف حزمة) وهذا نظام عجيب ومعقد جدّاً ، وبأخذ هذه النقطة بنظر الاعتبار نعود إلى أصل البحث :
في عالم الخلقة وعلاوة على قضية الظرافة والدقّة ، ثمّة أنظمة معقدة غاية التعقيد ، تبهت الإنسان وتحيره ، وحسب تعبير بعض العلماء فإنّ في مدينة جسم الإنسان العظيمة أبنية تكون أكبر ناطحات السحاب في العالم إلى جانبها مثل كوخ طيني.
وكنموذج : نأخذ بناء الخلية وهي من بين الأنظمة المعقدة في العالم ، والذى اكتشفت اليوم أسرار عظيمة منه.
وكذلك فإنّ الإنسان وبشكل معدل في جسمه «عشرة ملايين مليار» وحدة حية صغيرة تسمى «الخلية».
كان أول من اكتشف الخلية ووضع لها تسمية ، عالمٌ يدعى «هوك» في القرن السابع عشر الميلادي ، وطبعاً فإنّه لم يكن يعلم يومذاك ما في بناء هذه الوحدة الصغيرة من تعقيد يبعث على الحيرة ، ولكن العلماء الذين جاؤوا بعده واصلوا مساعيه وتوصلوا إلى أسرار نسرد فيما يلي جانباً من شهاداتهم :