منها والوارد والآهل والشارد فصار على اكتناز حجمه واقتصار نطمه كافلا باستيعاب ما تضمّنته بسائط المصنّفات في الفنون وافيا بما كان من تفريعاتها وما يكون بحيث لو عارضت به كل بسيط منها ووجيز وجدته اجمع منها للفوائد واقرب سمكا لملتقط الفرائد استخرنا الله سبحانه وحاولنا اظهار محاسنه وتنقيح معادنه بشرح يعتمد من اراد التحقيق عليه ويردّ ما شذّ من الغرائب إليه ...»
ويلي هذا الفصل (ورقة ٤ آ) شرح انواع العلوم ، من علم العربية (خمسة فنون) وعلم الكلام (أربعة) وعلم اصول الفقه (ثلاثة) وعلم (فروع) الفقه (ثلاثة) ويتبع ذلك (ورقة ٤ ب) بحث في علم العربية وفنون سائر العلوم ، ثم يبيّن (ورقة ٩ ب وبعدها) قيمة المختصرات ، ويلي ذلك (ورقة ١٤ آ) ذكر العلوم التي هي شرط في كمال الاجتهاد ، كمعرفة الكتاب العزيز ، والسنّة اي الاحاديث النبوية ، ثم المسائل التي تواتر الاجماع عليها ، وبعد ذلك يقول (ورقة ١٥ ب) ان العلوم الدينية لا تكفي للاجتهاد بل يجب تحصيل علوم العربية أيضا وهي «النحو واللغة والتصريف وعلم المعاني فهو قريب من اصول الفقه وقد قيل ان اصول الفقه مسلوخ منه ، فهذه هي علوم الاجتهاد ولا شرط في كماله سواها» ، ثم يقول : «واذا عرفت ان هذه هي علوم الاجتهاد لا غيرها عرفت انّ كتابنا هذا قد انتظم هذه العلوم الخمسة انتظاما شافيا اي جامعا لأطرافها من اقطارها وصار باستقصاء المعتبر منها زعيما اي كافلا وافيا بما كفل به».
ويقول (في ورقة ١٧ آ) : وقد اوردنا في كتابنا هذا علوما أخر ليست من شروط الاجتهاد اتّفاقا لكن لا يليق بمن يعدّ من علماء الامّة من عيون من أوتي الحكمة أن يهملها وهي كتاب الملل والنحل ، وكتاب رياضة الافهام في لطيف الكلام ، وتأريخ السيرة النبوية ، وغيرها» ، ويلي ذلك (ورقة ١٧ ب ـ ٤٣ ب) فصل يسمّيه «مقدّمة» يحتوي على تعداد الفقهاء يقول فيه المؤلّف : «وهذه مقدّمة تتضمّن شرح رموز استعملناها لمن يتكرّر ذكره من العلماء في اثناء الكتاب اختصارا في الخطّ وقد حقّقناها في نفس المشروح فلا