ثم اتّصل بعد ذلك بابن الزيّات فأقطعه اربع مائة جريب في الاعالي ، قال الحاكم : وهي تعرف بالجاحظية الى الآن
قال المبرّد : سمعت الجاحظ (١) يقول : احذر ممّن (٢) تأمن فانك حذر (٣) ممّن تخاف ، قال (٤) المبرّد : قال الجاحظ يوما : أتعرف مثل قول إسماعيل بن القاسم (١٥) شعرا (من الطويل) :
ولا خير في من لا يوطّن نفسه |
|
على نائبات الدهر حين تنوب |
قلت : نعم قول كثيّر ومنه اخذ (من الطويل) :
فقلت لها يا عزّ كلّ مصيبة |
|
اذا وطّنت يوما لها النفس ذلّت |
(١٦) وكان مختصّا بابن الزيّات منحرفا عن احمد بن ابي داود (٥) فلما قتل ابن الزيّات (١٧) حمل الجاحظ مقيّدا من البصرة وفي عنقه سلسلة وعليه قميص سمل فلما دخل على القاضي احمد بن ابي دواد (٦) قال (٧) : ما علمتك الا متناسيا للنعمة كفورا للصنيعة معدنا (٨) للمساوئ وما فتّني (٩) باستصلاحي (١٠) لك ولكن الأيّام لا تصلح منك لفساد طويّتك ، ورداءة طبيعتك (١١) ، وسوء اختيارك (١٢) ، وغالب (١٣) ضغنك (١٤) ، فقال الجاحظ :
__________________
(١) الجاحظ ب ج س ل : + يوما م
(٢) ممن ب ج س ل م : من ـ الغرر والدرر
(٣) حذر ب ج س ل م : على حذر ـ الغرر والدرر
(٤) قال ب ج س ل : + لى م والغرر والدرر
(٥) دواد ب : داود ج س ل م
(٦) فلما قتل ... دواد ب ج ل م : ـ س
(٧) دواد قال ب ج س ل م : + والله ـ الغرر وزهر الآداب ومعجم الادباء
(٨) معدنا ب ج س ل م : معددا ـ زهر الآداب ومعجم الادباء
(٩) فتنى ـ زهر الآداب والغرر ومعجم الادباء : فتنتنى ب ج س م ، فتنتنى ل
(١٠) باستصلاحي ب س ل م : باصطلاحي ج
(١١) طبيعتك ب ج س ل م : داخلتك ـ زهر الآداب ، دخيلتك ـ الغرر ومعجم الادباء
(١٢) اختيارك ب س ل م : اختبارك ج
(١٣) وغالب ب ج س ل م : وتغالب ـ زهر الآداب ومعجم الادباء
(١٤) ضغتك ـ آرنولد : طعنك ب م ، ظغنك ج ل ، طنعك س ، طبعك ـ الغرر والدرر ومعجم الادباء ، طباعك ـ زهر الآداب
(١٥) راجع غرر الفوائد ١ ص ١٩٦ س ٦
(١٦) راجع غرر الفوائد ص ١٩٦ س ١٨ ـ ٢١
(١٧). (٩ ـ ص ٧٠ س ٥) راجع زهر الآداب ٢ ص ١٨٣ س ١ ـ ٩ وغرر الفوائد ١ ص ١٩٥ س ١٣ ـ ١٩٦ س ٥ ومعجم الادباء ٦ ص ٥٨ س ١٨ ـ ص ٥٩ س ١٨