ابن المعتمر ، ومن جهة ابي موسى انتشر الاعتزال ببغداذ ، ويقال إنّه كان من احسن عبّاد الله قصصا وافصحهم منطقا واثبتهم كلاما
وروي ان أبا الهذيل وقف عليه فبكى وقال : هكذا شهدنا (١) اصحاب واصل وعمرو (٤)
ويسمّى راهب (٢) المعتزلة (٥) ، ولما حضرته الوفاة شكّ فيما في يده فأخرجه قبل موته الى المساكين تحرّزا وإشفاقا ، وهو استاذ الجعفرين وناهيك بهما علما وورعا
ومن هذه الطبقة مويس (٣) بن عمران الفقيه ، ذكر ابو الحسين انه كان واسع العلم في الكلام والفتيا وكان يقول بالإرجاء
ومنهم محمد بن شبيب ، وكنيته ابو بكر ، وله كتاب جليل في التوحيد ، ولمّا قال بالإرجاء تكلّم عليه المعتزلة بالنقض فقال : انما وضعت هذا الكتاب في الإرجاء لاجلكم فامّا غيركم فاني لا اقول ذلك له
ومنها محمد بن إسماعيل العسكري ، وكان من اروع الناس واعلمهم ، قال : وكان شديد الشكيمة في دين الله حتى انه اتاه كتاب من السلطان فقال : هذا الكتاب أهون عليّ من هذا التراب ، واخذ العلم عن ابي عامر الانصاري
ومنها ابو يعقوب يوسف بن عبد الله بن اسحاق الشحّام من اصحاب ابي الهذيل ، وإليه انتهت رئاسة المعتزلة في البصرة في وقته ، وله كتب في الردّ
__________________
(١) شهدنا ب ج م : اشهدنا س ل
(٢) راهب ب ج س ل : زاهد م
(٣) مويس ب ج س ل م : موسى ـ هامش م
(٤) : قال الخياط في الانتصار ص ٦٧ س ٨ ـ ١٣ : ولقد اخبرنا بعض اصحابنا ان أبا الهذيل حضر مجلس ابي موسى وسمع قصصه بالعدل وحسن ثنائه على الله ووصفه له بالاحسان الى خلقه والتفضل على عبيده واساءتهم الى انفسهم وتقصيرهم فيما يجب لله عليهم فبكى وقال : هكذا شهدت مجالس اشياخنا الماضين من اصحاب ابي حذيفة وابي عثمان رضوان الله عليهم
(٥) راهب المعتزلة : انظر الملل والنحل ١٨ ، ٤٨ والفرق ١٥١ وغيرهما