ذلك وقصّر فيه تقصيرا اسخط الله وأحبط عمله ويرجو مع ذلك ان لا يكون كذلك وأن يكون دأبه على (١) التوبة والاستغفار مما يعلم ومما لا يعلم من كل صغير وكبير ولا يزال كذلك في ذلك حتى يأتيه امر الله فيصير الى ارحم الراحمين
والثاني (٢) ابو محمد جعفر بن مبشّر الثقفي ، وكان مشهورا بالعلم والورع ، (٦) قال الخيّاط : سألت (٣) جعفر بن مبشّر عن قوله تعالى : (يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) (١٦ النحل : ٩٣ ، ٣٥ فاطر : ٨) وعن الختم والطبع فقال : انا مبادر الى حاجة ولكنّي ألقي أليك جملة تعمل عليها : اعلم انه لا يجوز على احكم الحاكمين ان يأمر بمكرمة ثم يحول دونها ولا ان ينهى عن قاذورة ثم يدخل فيها وتأوّل الآيات بعد هذا كيف شئت
قال ابن يزداذ : ولقد بلغ في العلم والعمل هو وجعفر بن حرب حتى كان يضرب بهما المثل فكان يقال : علم الجعفرين وزهدهما كما يضرب (٤) المثل (٥) في حسن السيرة بالعمرين (٧)
وروي أن جعفر بن مبشّر اضرّت به الحاجة حتى كان يقبل القليل من زكاة اخوانه فحضره يوما بعض التجّار فتكلّم بحضرته في خطبة نكاح فأعجب به ذلك التاجر فسأل عنه فأخبر بمسكنته فبعث إليه بخمس مائة دينار فردّها ، فقيل له : قد عذرناك في ردّ مال السلطان للشبهة وهذا تاجر ماله من كسبه
__________________
(١) على ب ج ل م : ـ س
(٢) والثاني ب ج ل م : الثاني س
(٣) سألت ج م : سل ب س ، سال ل
(٤) فكان يقال علم الجعفرين وزهدهما كما يضرب س ل م : ـ ب ، ـ فكان يقال ج
(٥) المثل ب ج س م : ـ ل
(٦) في هامش م : في المواقف هكذا جعفر بن جعد بن مبشر بن حرب انتهى واظنه قد وهم فخلط اسم ابي جعفر بن حرب وجعله باسم جدّ لجعفر بن مبشر والله اعلم ، بل قد خطر ببالي انه خلط الجعفرين (في الاصل : العجفرين) وان لفظ جعد ليس جعدا وانما هو جعفر لان جعفر بن مبشر وجعفر بن حرب كثيرا ما يذكران معا لانهما في عصر واحد وعلى حال واحد فكأنه اراد ان يقول جعفر ابن مبشر وجعفر بن حرب او نحو هذا فسبق القلم حتى وقع ما تراه ولا اصل له والله اعلم
(٧) راجع الانتصار ٨١ ـ ٨٢