الى خراسان اراد ان يمرّ على ابي علي الجبّائي فسأله ابو الحسين بحقّ الصحبة ان لا يفعل لانه خاف ان ينسب (١) الى ابي علي ، وهو من احفظ الناس لاختلاف المعتزلة في الكلام واعرفهم بأقوالهم ، وكان ابو القاسم يكاتبه بعد العود الى خراسان حالا بعد حال ليعرف من جهته ما خفي عليه
ومن هذه الطبقة ابو القاسم عبد الله بن احمد بن محمود البلخي الكعبي ، وهو يعدّ من معتزلة بغداذ لاخذه (٢) عن ابي الحسين الخيّاط ونصرته (٣) لمذهب البغداذيين ، وهو رئيس نبيل غزير العلم بالكلام والفقه وعلم الادب واسع المعرفة في مذاهب الناس ، وله مصنّفات جليلة الفوائد كعيون المسائل (٩) وغيرها من مصنّفاته وآثار جميلة في مناظرة (٤) المخالفين ، واهتدى به ناس كثير في خراسان ، قال القاضي : وله كتاب (٥) في التفسير (١٠) وقد احسن ، وذكر عند ابي علي فقال : هو اعلم من استاذه
قال القاضي : وروي انه دخل عليه (٦) بعض اصحاب ابي هاشم وكان يظهر الاستفادة منه
وروي انه حضر مجلس ابي احمد المنجّم والمتكلّمون مجتمعون فعظّموه غاية الاعظام ولم (٧) يبق احد الّا قام له ودخل يهودي فتكلّم معه بعضهم في نسخ الشرائع (٨) وبلغوا موضعا حكّموا أبا القاسم فيه فقال لليهودي : ان الكلام عليك ، فقال اليهودي : وما يدريك ما هذا؟ فقال ابو القاسم : أتعلم ببغداذ مجلسا
__________________
(١) ان ينسب ب س ل م : الا ينتسب ج
(٢) لاخذه ب ج س ل : + العلم م
(٣) ونصرته ب ج ل م : ونصره س
(٤) مناظرة ب ج س ل : مناظرات م
(٥) كتاب ب ج ل م : + كبير س
(٦) عليه ل م : إليه ب ج س
(٧) ولم ب ج ل م : لم س
(٨) الشرائع ب س ل م : القران ج
(٩) عيون المسائل : راجع فوك في ZDMG ٠٩ ص ٣٠٥
(١٠) كتاب في التفسير : راجع الفهرست لابن النديم ٣٤ س ١٣ ، فوك ZDMG ٠٩ ص ٣٠٥ ، وراجع أيضا لسان ابن حجر ٣ ص ٢٥٥