أَخَافُ عَلَيكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) (١). (هود / ٢٥ ـ ٢٦)
١٣ ـ (قُلْ إنَّما يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسلِمُونَ). (الأنبياء / ١٠٨)
١٤ ـ (قَدْ كانَتْ لَكُمْ اسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَومِهِمْ إِنَّا بُرَءؤُا مِنْكُم وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبداً حَتّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ ..). (الممتحنة / ٤)
شرح المفردات :
«شِرك» : ذُكر لها في مقاييس اللغة معنيان :
الأوّل : هو التعاون والمقارنة والشركة ويقابله الإنفراد.
والثاني : هو الشيء المستقيم والممتدّ.
والمعروف من مشتقّات هذه المفردة هو المعنى الأوّل ، وللمعنى الثاني مصطلحات خاصّة منها (شِراك) للحذاء ، و (شَرَك) الطرق الضيّقة المستقيمة التي تتفرّع من الطريق العام أو بمعنى القسم الأوسط من الطريق المستقيم ، كما يعني الفخّ الذي ينصبه الصيّاد.
ويُصرّ بعض اللغويين على إرجاع المعنيين إلى المعنى الأوّل ، إلّاأنّه لا يخلو من تكلّف ، كما لا دليل يدعو للإصرار على ذلك (٢).
وقد استُعمل (الشرك) في القرآن الكريم عادةً بمعنى الإعتقاد بوجود ندٍّ لله سبحانه والتوافق على وجود المثيل والشريك في الذات أو الصفات أو الخلق والتدبير أو المماثل له في العبودية.
__________________
(١) جاء هذا المضمون في آيات قرآنية اخرى مثل هود ، ٢ ؛ الإسراء ، ٢٣ ؛ يس ، ٦٠ ؛ فصّلت ، ١٤ ؛ إضافة إلى آيات عديدة اخرى عبارات مختلفة تتعلّق بأهميّة التوحيد وقبح الشرك بجميع صوره وأشكاله ، لو جمعت وفسّرت لتألّف منها كتاب كبير ، وما ورد أعلاه هي النماذج المهمّة منها.
(٢) راجع كتاب (التحقيق في كلمات القرآن الكريم) ، صحيح أنّ أغلب الكلمات المشتركة ترجع إلى مصدر واحد ولكن لا يمكن القول أنّ ذلك يصدق في جميع الموارد ، فقد تضع طائفتان كلمة واحدة لمعنيين متباينين دون أن تعلم إحداهما بالاخرى.