و «الاسوة» : تعني في الأصل ـ كما ورد في (مقاييس اللغة) : العلاج والإصلاح ، ولذا يطلق على الطبيب (آسي).
و «أسى» : تعني الغمّ والحزن ، ومن المحتمل أن يكون بسبب اقتران علاج المريض والجريح ـ عادةً ـ بالغمّ والوجع ، ومن ثمّ استعملت بمعنى الإتّباع والمتابعة نظراً لاستدعاء العلاج وإصلاح المتتابَعيْن.
إلّا أنّ الراغب في مفرداته يعبّر عن المعنى الأصلي لـ (اسوة) قائلاً بالاتّباع في الصالحات أو السيّئات (١).
* * *
يتّضح من الآيات الأربع عشرة المتقدمة والتي كثرت نظائرها في القرآن الكريم أنّ قضيّة التوحيد والشرك هي القضيّة المركزية والمهمّة في نظر القرآن بشكل لا تجوز معه أيّة مداهنة أو مهادنة أو محاباة مع الشرك والمشركين ، ولابدّ من اجتثاث جذور الشرك بجميع صوره ، فإنّ تحقّق ذلك عن طريق التعليم الثقافي والمنطق والاستدلال فهو وإلّا فإنّ الواجب هو الحزم العملي تجاهه.
إنّ التوحيد رأس مال المؤمن والبضاعة المرموقة في سوق القيامة ، والشرك ذنب لا يغتفر ، والمشرك موجود قذر يجب التبرّء منه كلّياً حتّى يعدل عن انحرافه ويعود إلى الإيمان.
* * *
توضيح
لماذا هذا الإهتمام الكبير بقضيّة التوحيد والشرك؟
نحن نعلم بصورة إجمالية إنّ للإسلام بل والديانات السماوية كلّها حسّاسية غير
__________________
(١) يعتقد البعض أنّ (أسى) يستعمل كفعل ناقص واوي ويائي ، فإن كان ناقصاً يائياً فإنّه يعني الحزن والغمّ ، ولذا تطلق المأساة على الفاجعة العظيمة ، ولو كان ناقصاً واوياً فهو يعني المعالجة والإصلاح.