بـ (فريق) إشارة إلى أنّ فريقاً آخر سيغيّر مسيرته بعد هذا الحادث حقّاً ، وتبدأ صفحة جديدة في حياته ويستبدل الشرك بالتوحيد في العبادة ، وهذا هو أحد الحِكَم في وجود الآفات والإبتلاءات والأوجاع والآلام التي يكرهها البشر وفيها إيقاظ لفريق وتربيتهم (١).
«ضُرّ» : و (ضَرّ) لهما معنى واحد كما يعتقد بعض اللغويين ، ومفهومهما هو كلّ ما ينافي النفع ، وقد فسّر بعض الأوّل بمعنى سوء الحال ، والثاني بمعنى الضرر.
ويقول الراغب في المفردات :
«الضُرّ» : سوء الحال إمّا في نفسه لقلّة العلم والفضل والعفّة ، وإمّا في بدنه لمرض أو نقص وإمّا في حالة ظاهرة من قلّة مال وجاه (٢).
على كلّ حال فهذا اللفظ مضمون واسع حيث يشمل المصائب والأمراض والنقائص والآلام.
وينبغي ملاحظة هذه النقطة وهي أنّ (الكشف) ـ كما جاء في لسان العرب ـ تعني رفع الحجاب عن الشيء المستور ، ويلازمه ظهور ذلك الشيء ثمّ استعمل في رفع الغمّ والحزن والإبتلاءات وكأنّ هذه الامور تمثّل حجباً على روح الإنسان وجسمه وتُرفع من قبل الإنسان وغيره.
النور الوهّاج في الظلمات :
في الآية الخامسة والأخيرة التي نبحثها نلاحظ أنّ محتوى الآيات السابقة نفسه ولكن في اطار جديد وجميل حيث تقول : (قُلْ مَنْ يُنجِّيكُمْ مِّنْ ظُلُماتِ البَرِّ والبَحرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) ، في هذه الحالة تنأى عنكم المعبودات المزيّفة وتلجأون إلى لطف الله وحده وتقولون : (لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ).
__________________
(١) احتمال البعض من أنّ «من» في (فريق منكم) بيانية لا تبيعية بعيد جدّاً ويخالف ما ورد في الآية ٣٢ من سورة لقمان (فلمّا نجّاهم إلى البرّ فمنهم مقتصد) راجع تفسير روح المعاني ذيل هذه الآية.
(٢) لسان العرب ؛ مجمع البحرين ؛ مفردات الراغب.