٢ ـ (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ* لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ). (الأنبياء / ٢١ ـ ٢٢)
٣ ـ (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كانَ مَعَهُ مِن إِلهٍ إذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعضٍ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ). (المؤمنون / ٩١)
شرح المفردات :
«فُطور» : من (فَطْر) على وزن سَطْر وهي في الأصل : الفتق ، وقد فسّره البعض كالراغب في المفردات بالشقّ طولاً ومن ثمّ أطلق على كلّ إبداع وإيجاد وخلق ، لما فيه من انشقاق حجاب العدم وإبداع الشيء وإيجاده أو اختراعه كما يطلق هذا اللفظ على عملية استخراج الحليب من الغنم باصبعين ، وكذلك على هدم الصيام (وقد وردت إيضاحات أكثر حول ذلك في بداية هذا الجزء في بحث برهان الفطرة في موضوع معرفة الله).
«إله» : يعني ـ كما يقول اللغويون ـ المعبود ، وقالوا باشتقاقه من (إلاهة) بمعنى العبادة وقد ذكرنا آراء الكثير منهم في الهامش (١).
وقد استعمل هذا المعنى في مواضع كثيرة من (القرآن الكريم) ، كما نقرأ في قصّة بني اسرائيل عندما شاهدوا جماعة يعبدون الأصنام فقالوا لموسى : (يامُوسى اجْعَلْ لَّنَا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهةٌ). (الأعراف / ١٣٨)
وقد جاء في قصّة السامري : (وَانظُرْ إِلَى إلهِكَ الَّذِى ظَلْتَ عَلَيهِ عَاكِفاً لَّنُحْرِّقنَّهُ). (طه / ٩٧)
__________________
(١) مصباح اللغة ، «ألَهَ ، لَهُ ، آلِهة» على وزن «تعب» يعني عبد عبادة ، تألّه (تعبّد) والإله ، (المعبود) ، وقد ورد في (صحاح اللغة) هذا المعنى مع فارق بسيط ، ويقول الراغب في المفردات (اله) ، جعلوه إسماً لكلّ معبود لهم و (اله فلان يأله) : (عبد) ، ويقول صاحب لسان العرب : (الاله) كلّ ما اتّخذ من دونه معبوداً ، وفي التحقيق في كلمات القرآن الكريم ، ورد بعد ذكر كلمات جمع من اللغويين (فظهر من هذه الكلمات أنّ الاله بمعنى العبادة) ، وقد ورد في مجمع البحرين ، «الآلهة» : الأصنام سُمّوا بذلك لاعتقادهم بأنّ العبادة تحقّ لها ، وجاء في كتاب العين للخليل بن أحمد أيضاً (التألّه) : التعبّد ، وقد جاء هذا المعنى صريحاً في قاموس اللغة ، (وعلى ذلك فإنّ عقيدة أهل اللغة قاطبة هي أنّ الإله تعني المعبود).