ولو كان في العالم خالقان ومدبّران ومتصرّفان لحصل الخلل وعمّت الفوضى نتيجة لتعدّد مراكز القرار والتدبير والتصرّف (من جهة ثانية).
والآية تشير في ذيلها إلى أمر آخر بقولها : (وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ).
ويعدّ هذا سبباً في اختلال النظام في العالم واتّصافه بالفوضى وعدم الإنسجام.
وهنا ـ أيضاً ـ يثار هذا الإشكال في الأذهان وهو : أنّ هذه الآلهة الحكيمة بإمكانها أن تنسّق برامجها فيما بينها بشكل لا يعرّض وحدة العالم إلى الإختلال وفقد النظام ، وسيأتي ـ كما أسلفنا ـ الجواب على هذا الإشكال في البحوث القادمة.
وتستنتج الآية الكريمة أخيراً من هذين الدليلين حيث تقول في ذيلها : (سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصفُونَ).
* * *
توضيحات
١ ـ النظرة العلمية لوحدة عالم الخلق
عندما نلاحظ هذا العالم الواسع نراه على شكل موجودات متفرّقة : الشمس ، القمر ، السماء ، النجوم الثابتة والمتحرّكة ، الإنسان ، الحيوانات ، أنواع النباتات والعناصر المختلفة ، ولكن بعد قليل من الدقّة والدراسة نجد أنّ ذرّات هذا العالم مترابطة ومتّصلة الأجزاء حتّى تبدو وكأنّها شيء واحد ، وكلّما تعمّقت دراستنا وتركّزت إزددنا إيماناً بهذا التنسيق والإتّحاد للأسباب التالية :
١ ـ إنّ أجرام المجموعة الشمسية مترابطة فيما بينها إلى حدّ تكون فيه كاسرة واحدة كما هي عليه نظريات العلماء التي تعتقد أنّها كانت في البداية شيئاً واحداً متّصل الأجزاء ثمّ انفصلت تدريجيّاً وبقيت مترابطة حتّى بعد افتراقها.
وتقول الأبحاث الفلكية في هذا المجال : إنّ مجموعتنا الشمسية غير مستقلّة أيضاً ، حيث إنّها جزء من مجرّة كبيرة تشكّل مع المجرّات الاخرى مجموعة واحدة يعمل فيها