شرح المفرادت :
١ ـ «أفل» : و «أفلت» مشتقة من مادة (افول) وتعني الإختفاء كما يقول جمع من اللغويين ، ولكن (الراغب) في (المفردات) أكثر دقّة حيث يقول : الافول يعني اختفاء الأجسام النيّرة كالشمس والقمر ، والصحيح هو ما يذهب إليه الراغب ، لأنّ هذا المعنى هو المتبادر من إطلاق هذا اللفظ ، كما أنّه ذو معنى كنائي في بعض المجالات ، فمثلاً يعبّر عن موت العالم ب (الافول) ، وفي ذلك ـ في الحقيقة ـ تشبيه بالشمس أو النجم ، والتعبير بالافول والغروب هو بهذا اللحاظ.
٢ ـ كلمةُ «بازغ» و «بازغة» مشتقةٌ من المصدر (بزوغ) بمعنى الشروق وانتشار النور ، كما يذهب إليه الراغب في المفردات فيقول هو في الأصل يعني اخراج دم الحيوان بُغية العلاج ثمّ استعمل بمعنى الطلوع.
أمّا ابن منظور فانّه يقول في (لسان العرب) : الأصل فيه بمعنى الفتق ويستعمل في موارد فتق العروق في الإنسان أو الحيوان من أجل العلاج وبما أنّ طلوع الفجر وأمثاله يشقّ ظلام الليل لذا استعمل هذا اللفظ في هذا المعنى.
٣ ـ «كوكب» : مشتقٌ من «وكب» أو (كوَب) وقد فسّره الكثير بمعنى (النجم) ، ولكن الراغب في المفردات فسّره بمعنى (النجم عند الطلوع) ، وعندما يفسّره البعض بمعنى كوكب (الزهرة) فهو من قبيل المصداق الواضح له ، لأنّ كوكب الزهرة هو أشدّ النجوم تلألؤاً ولمعاناً.
كما يطلق هذا اللفظ أحياناً على الوسيم والجميل ، أو الجزء المهمّ من كلّ شيء ، وعلى كبير القوم أيضاً ، ولكنّها معانٍ مجازية في الظاهر.
أمّا «قمر» : وإن كان معروفاً ، ولكن توجد هنا نقطة جديرة بالإلتفات وهي أنّ الكثير من اللغويين صرّحوا بأنَّ لفظ «القمر» يطلق في فترة تمتدّ من الليلة الثالثة وحتّى الليلتين الأخيرتين من الشهر ، وعليه لا يطلق لفظ القمر في الليلتين الأوليين ولا في الليلتين الأخيرتين بل يطلق لفظ (الهلال) ، لأنّ اللغويين يعتقدون بأنّ (القمر) و (القمار) من أصل