٣ ـ التوحيد والأدلّة النقلية
إنَّ الأدلّة الخمسة المذكورة هي أدلّة عقليّة لإثبات وحدانية ذات الله المقدّسة ، ويمكن هنا الاستفادة من الدليل النقلي أيضاً ، لأنّه بعد إثبات وجود الله وإثبات نبوّة رسول الإسلام صلىاللهعليهوآله وصدق دعوته ، فإنّ ما جاء في هذا الكتاب السماوي (أي القرآن الكريم) هو تبيان للحقائق التي لا تُنكر ، هو رسول صادق ومعصوم ومبعوث من قبل الله الحكيم والصادق ، ومثل هذا الإنسان لا يقول قضيّة خاطئة.
من هنا يمكن الإستعانة بآيات القرآن التوحيدية لإثبات وحدانية ذات الله المقدّسة ، والقرآن الكريم زاخر بهذه الآيات ، بل إنّ أي موضوع لم يتكرّر بتعابير مختلفة مثل هذا الموضوع ولم يتأكّد صفة من صفات الله إلى هذا الحدّ.
يقول المرحوم العلّامة المجلسي قدسسره في بحار الأنوار لدى استدلاله بهذا الدليل.
من الواضح أنّ وجود الدليل النقلي لا يتعارض مع الاستدلالات العقلية (الأدلّة السمعية من الكتاب والسنّة وهي أكثر من أن تحصى ولا محذور في التمسّك بالأدلّة السمعية في باب التوحيد وهذه هي المعتمد عليها عندي) (١).
خاصّة وأنّ الأدلّة العقلية المذكورة لها جذور في الكتاب والسنّة الشريفة.
* * *
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٣ ، ص ٢٣٤.