١ ـ إتّباع الأوهام
تمهيد :
بما أنّ الفطرة الإنسانية ـ كما أسلفنا في بداية بحث التوحيد ـ قد نشأت على التوحيد والوحدانية ، كما أنّ الأدلّة العقلية والنقلية الواضحة تعزّر هذه الفكرة ، فإنّ هذا السؤال يطرح نفسه وهو : ما السبب في أن ينبت الشرك وينمو كالشوك في طريق معرفة الله لدى الإنسان؟ وما هي جذور هذا الانحراف الكبير أو الانحراف الفكري الأكبر لدى الإنسان؟
من خلال دراسة تاريخ الأنبياء عليهمالسلام والاقوام البشرية المختلفة وادّعاءات عبدة الأوثان على مرّ التاريخ نستطيع كشف الستار عن الجذور الأساسية للشرك ، ومن المُسلّم أن معرفة مصادر وجذور الشرك ستكون عاملاً مساعداً ومؤثراً في مواجهة هذه الآفة الكبرى ، لأنّ معرفة أسباب أي مرض تكون كفيلة بعلاج ذلك المرض.
وبهذا التمهيد نراجع القرآن الكريم لنتأمل الآيات التالية :
١ ـ (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ الهاً آخَرَ لَابُرهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ انَّهُ لَايُفْلِحُ الكَافِرُونَ). (المؤمنون / ١١٧)
٢ ـ (مَا تَعْبدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيتُمُوهَا أَنْتُم وَآبَاؤُكُم مَّا أَنْزَلَ اللهُ بِها منْ سُلْطَانٍ إِنِ الحُكمُ إِلَّا للهِ أمَرَ أَلَّا تَعْبُدوا إِلَّا إيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ القَيَّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ). (يوسف / ٤٠)
٣ ـ (وَيَعْبدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَم يُنَزِّلْ بهِ سُلْطاناً ومَا لَيْسَ لَهُمْ بهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمينَ مِنْ نَّصِيرٍ). (الحجّ / ٧١)