على ساحل النهر ويدخل فيه ماؤه ويرجع منه) ولا يبعد أن ترجع هذه المعاني كلّها إلى الجذر نفسه حيث يقترن التخمين والظنّ بالتزلزل وعدم الثبات ويتّصف الرمح والحلقة والحوض الخاصّ المذكور بهذا الوصف (١).
«برهان» : هو الدليل القطعي المحكم وجاء أيضاً بمعنى الدليل والإيضاح ، ويقول الراغب في المفردات : البرهان يعني البرهان المحكم ، ويعتقد البعض أنّه مشتقّ من (بَرَهْ) ويعني الإبيضاض ، ثمّ اطلق على كلّ كلام واضح وصريح ليس فيه أي إبهام ، أو الامور الواضحة التي لا خفاء فيها (٢).
وما ورد في الحديث : (الصدقة برهان) لعلَّة لما للإنفاق في سبيل الله من دلالة على صحّة إيمان الإنسان.
«سلطان» : ويعني في الأصل ـ كما في مقاييس اللغة ـ القوّة والقدرة المصحوبة بالغلبة وبما أنّ الاستدلال القوي يكون سبباً لتغلّب الإنسان على طرفه المقابل فإنّ لفظ (سلطان) اطلق على الدليل المحكم أيضاً.
«سليط» : ورد تارةً بمعنى الرجل الفصيح ، واخرى بمعنى الإنسان المزعج والبذيء اللسان و (سليطة) الذي يستعمل في النساء يحمل على هذا المعنى الأخير وكلّها مشتقّة من مادّة (سلطة).
* * *
جمع الآيات وتفسيرها
الغور في عالم الأوهام!
تؤكّد الآية الشريفة الاولى ـ من خلال الإشارة إلى عقوبة المشركين ـ على حقيقة أنّ
__________________
(١) التحقيق في كلمات القرآن الكريم ، مادّة (خرص).
(٢) التحقيق في كلمات القرآن الكريم والكلمات التي نلاحظها مثل (برهن ، يبرهن) أو الوصف (مبرهن) فإنّه لون من الإشتقاق الإنتزاعي نظير كلمة (سلطان) المشتقّة من سلْط (سلطن يسلطن).