٣ ـ المصالح الوهمية
تمهيد :
إنَّ الوهم أساس الشرك ، وكلّما ازدادت قوّة الوهم والخيال ونشطت لدى الإنسان اتَّسَعَ افق اعتقاده في الأصنام وبركاتها وآثارها إلى حدّ يضع الموجودات الفاقدة للشعور والعقل ، الموجودات الجامدة والتافهة والمصنوعة من الحجر والخشب على جناح الوهم والخيال ويطير بها بشكل ينسب لها كلّ قدرة ويتذلّل لها كي ينعم ببركتها! أجل ، إنّ المصالح الوهمية في الأصنام عامل آخر من عوامل الشرك على مرّ التاريخ ، وبهذا التمهيد نتأمل خاشعين في الآيات القرآنية التالية :
١ ـ (وَيَعبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَايَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ويَقُولُونَ هؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِمَا لَايَعلَمُ فِى السَّماواتِ وَلَا فِى الأَرضِ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ). (يونس / ١٨)
٢ ـ (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ). (يس / ٧٤)
٣ ـ (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً). (مريم / ٨١)
٤ ـ (أَلَا للهِ الدِّينُ الخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى إِنَّ اللهَ يَحكُمُ بَينَهُمْ فِى مَا هُمْ فِيهِ يَختَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لا يَهدِى مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ). (الزمر / ٣)
شرح المفردات :
«شفعاء» : جمع (شفيع) من (الشفْع) ويعني كما يقول صاحب (مصباح اللغة) : ضمّ شيء