إلى شيء آخر وكما يقول صاحب المفردات : يعني ضمّ شيء إلى مثيله ، وأمّا صاحب (مقاييس اللغة) فإنّه يذهب إلى أنّ أصله هو المقارنة بين شيئين.
هذه التعابير تعود كلّها إلى معنى واحد تقريباً ومن ثمّ أطلق على حالة انضمام شخص قوي ومكين إلى شخص أضعف من أجل إنقاذه وإعانته ، وقد ورد بهذا المعنى في آية البحث هذه وكثير من الآيات القرآنية ، كما جاء عدد (الشفع) بمعنى (زوج) في قبالة (الوتر) بمعنى الفرد.
«زُلفى» : من (الزلْف) ويعني في الأصل القرب والمنزلة والدرجة كما يطلق هذا اللفظ على الخطوة لما للخطوات من تقريب للهدف ، وقد استعمل في آيات البحث بمعنى القرب المعنوي الذي توخّاه المشركون من عبادة الأصنام إلّاأنّ بعض المحقّقين يعتقد بأنّ (زُلفى) أكمل من معنى القرب فهي المرتبة العالية من معنى القرب في الحقيقة (١) ، ولكنّه رأي بعيد كما يبدو عند ملاحظة موارد الاستعمال ، ويطلق هذا اللفظ على الساعات الاولى من الليل كما في قوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلفاً مِّنَ اللَّيلِ). (هود / ١١٤)
جمع الآيات وتفسيرها
الأصنام شفعاؤنا؟!
تشير آية البحث الاولى إلى إحدى المعتقدات المعروفة لدى المشركين في الأصنام حيث تقول الآية : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَايَضُرُّهُم وَلَا يَنفَعُهُم وَيَقُولُونَ هؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللهِ).
الكلام في أنّ هؤلاء كيف اعتقدوا بأنّ هذه الموجودات الجامدة لها الشفاعة عند الله؟
للإجابة على السؤال قال بعض العلماء : إنّ المشركين كانوا يعتقدون أنّ عبادة الأصنام بمنزلة عبادة الله ووسيلة للتقرّب إليه ، وقد ظهر هذا الإعتقاد من طرق مختلفة.
وكانت فئة تقول : لسنا أهلاً لعبادة الله دون واسطة ، لأنّه عظيم جدّاً ولذا نعبد الأصنام
__________________
(١) التحقق في كلمات القرآن الكريم.