٥ ـ (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيهِم آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُم عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ) (١). (سورة سبأ / ٤٣)
شرح المفردات :
«صنم» : كما يقول الراغب في المفردات : تمثال من فضّة أو نحاس أو خشب يعبدونه ويتقرّبون به إلى الله ، وفي (لسان العرب) : هذا اللفظ أخذ في أصله من (شَمَنْ) وهي كلمة فارسية أو آرامية أو عبرية (٢).
وتعتقد جماعة من اللغويين أنّ الفرق بين (الصنم) و (الوثن) هو أنّ صنم يطلق على أصنام لها شكل وصورة خاصّة ولو لم يكن لها شكل وصورة خاصّة اطلق عليه (وثن).
«أب» : ويعني الوالد ويطلق أحياناً على السبب في حدوث شيء أو (يقوم باصلاحه أو إظهاره) إلّاأنّ هذه المعاني لها خصائص كنائية في الظاهر ، وقد جاء في (مقاييس اللغة) : إنّ هذا اللفظ يدلّ في أصله على التربية والتغذية وبما أنّ الوالد يغذّي الإبن فقد أطلق عليه هذا اللفظ.
ونقرأ في «كلّيات أبي اللقاء» إنّ أصحاب الشرائع السابقة كانوا يطلقون (أب) على الله لأنّه السبب الأوّل للخلق ، ثمّ اعتقد الجهلاء والغافلون بأنّ (أب) هنا تعني الولادة (وبذلك سلكوا طريق الكفر).
وفي كتاب (التحقيق في كلمات القرآن الكريم) وبعد اعتبار الأصل في هذه المادّة هو التربية والتغذية ورد : بلحاظ هذا المفهوم أنّ للأب مصاديق كثيرة مثل الله المتعالي ، الوالد ، النبي ، المعلّم ، الجدّ ، العم وغيرها (ولذا فإنّ «أب» له مفهوم أوسع من معنى الوالد).
* * *
__________________
(١) وهناك آيات عديدة تتضمّن مضمون هذه الآيات نشير إلى مواضعها : الأعراف ، ٧٠ و ١٧٣ ؛ إبراهيم ، ١٠.
(٢) ورد لفظ «شمن» في المصادر الفارسية بمعنى عابد الصنم (راجع دائرة معارف دهخدا وقاموس معين وغياث اللغة).