١ و ٢ ـ توحيد الذات والصفات
تمهيد :
المراد من توحيد الذات ـ حيثما كان الحديث عنه ـ هو أنّ ذات الله المقدّسة لا شبيه ولا نظير لها ، وهي واحدة لا مثيل لها من أيّ جهة.
وبما أنّ الأبحاث السابقة كانت تدور ـ عادةً ـ حول محور توحيد الذات وقد اقيمت أدلّة مختلفة لإثبات التوحيد والآيات القرآنية التي تمّ تفسيرها كانت تقصد التوحيد بهذا المضمون ، لذا ننصرف عن تكرار البحث بصددها ونتابع التفسير الدقيق لمعنى توحيد الذات ، فنتأمل خاشعين أوّلاً في الآيات الآتية :
١ ـ (لَيسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ). (الشورى / ١١)
٢ ـ (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ومَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا الَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). (المائدة / ٧٣)
٣ ـ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ* اللهُ الصَّمَدُ* لَم يَلِدْ وَلَم يُولَدْ* وَلَم يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ). (التوحيد / ١ ـ ٤)
جمع الآيات وتفسيرها
يامن تعالى عن الخيال والقياس والظنّ والوهم :
تفسّر الآية الاولى توحيد الذات في جملة واحدة تفسيراً بليغاً ورصيناً غني المعنى حيث تقول «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ».