الجبال قبيل قيام الساعة مروّع إلى درجة يجعل الإنسان يعيش وحشة عظيمة في حين تقول الآية بأنّك لا تعلم بحركة الجبال.
ولهذا نعتقد أنّ الآية تشير إلى حركة الجبال المواكبة لحركة الأرض في الدنيا وتشبيها بحركة السحاب ، وجملة (ترى) فيها إشارة إلى الوضع الموجود والتعبير بـ (صُنْعَ اللهِ الَّذِى أَتْقَنَ كلَّ شَىءٍ) وذيل الآية : (انَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) كلاهما دليلان على أنّ الآية ترتبط بحركة الجبال في هذه الدنيا (١).
ويعتقد البعض الآخر بأنّ الآية ٢٩ من سورة الرحمن : (يَسْئَلُهُ مَنْ فِى السَّماوَاتِ والأَرضِ كُلَّ يَومٍ هُوَ فِى شَأْنٍ) إشارة إلى مسألة الحركة الجوهرية التي يمكن عن طريقها الوصول إلى وجود الله (عن طريق برهان الحركة).
ولكن دلالة هذه الآية على الدعوى المذكورة غير واضحة أيضاً ، بل إنّ ظاهرها هو أنّ الله يخلق كلّ يوم أمراً جديداً ، خلقه دائم ومستمر ، وهو يبتكر في كل زمان أمراً جديداً ، ويقدّر كلّ يوم نعمة جديدة ، وعمله هو الإستجابة لقضاء حوائج السائلين.
كما أنّ الظاهر من تعبير الآية وكذلك الروايات الواردة في تفسيرها هو ما ذكر أيضاً (تحدّثنا عن هذا الموضوع مفصّلاً في التفسير الأمثل) (٢).
ويُستنتج من مجموع ما تقدّم أنّ أبرز الآيات الدالّة على برهان الحركة هي آيات إبراهيم عليهالسلام التي استدلّ بها على نفي الوهية النجوم وذلك بافولها وغروبها واحتياجها إلى الخالق كذلك.
* * *
توضيحات
١ ـ برهان الحركة ومقدّماته
الفهم الصحيح لبرهان الحركة وكيفية استخدامه في مسألة إثبات وجود الله يقتضي ملاحظة الامور التالية إجمالاً :
__________________
(١) لاحظ التفاصيل في التفسير الأمثل ، ذيل الآية ٨٨ ، سورة النمل.
(٢) التفسير الأمثل ذيل الآية ٢٩ من سورة الرحمن.