واختيار هذين الزمنين هو لأنّ كلّ شيء في هذين الوقتين يكون ذا ظلّ ، ظلّ طويل وممتدّ على العكس من منتصف النهار إذ يكون له ظلّ أو له ظلّ قصير.
ويحتمل أيضاً أن يكون هذان الوصفان لكلّ الموجودات في السماء والأرض والمراد هو الإشارة إلى استمرار هذا السجود ، كما نقول في عباراتنا اليومية : يجب أن نلقى فلاناً صباحاً ومساءً ، أي ، دائماً وباستمرار (١).
* * *
أخيراً وبمراجعة عامّة لما تقدم نصل إلى أنّ مسألة (التوحيد في العبادة) لها من الأهمّية ما جعلها في صدارة دعوة الأنبياء والرسل عليهمالسلام ، ومن أهمّ الفقرات في تعليماتهم ، وقد أقام جميع الأنبياء اولي العزم دعوتهم عليها ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله طيلة عمره الشريف يدعو للتوحيد بعبارات مختلفة ، وصراط الهداية المستقيم يمرّ عبر هذا الطريق ، ولتحقيق هذا المنهج الإسلامي المهمّ ينبغي ـ عند الحاجة ـ ترك الأوطان وهجر أجواء الشرك وعبادة الأصنام.
ومن الخصائص المهمّة لذلك اليوم الذي تهيمن فيه حكومة العدل الإلهي في العالم بأسره هو ظهور عقيدة التوحيد في العبادة هذه والتي تسود العالم كلّه ، وليس البشر فقط بل وكلّ الموجودات في الأرض والسماء تسجد لله وفي كلّ الأحوال ، وإذا لم تسجد باختيارها فانّها تسجد من حيث تكوينها وبلسان حالها وتسبّح له.
توضيحات
١ ـ شجرة توحيد العبادة المثمرة
لابدّ من ملاحظة هذه النقطة قبل كلّ شيء وهي : أنّ الإحترام والتواضع والخضوع
__________________
(١) على الصورة الاولى يكون الجار والمجرور متعلّقاً بالفعل أو الوصف المقدّر (وفيه امتياز أنّه يعود للأقرب) وفي الصورة الثانية يكون الجار والمجرور متعلّقاً بالفعل يسجد وفيه امتياز أنّه مذكور.