النجاشي أمرهم الرهبان المسيحيون بأن يسجدوا للملك ، فقال لهم جعفر بن أبي طالب : لا نسجدُ إلّالله (١).
إنَّ هذه الروايات تؤكّد عدم جواز السجود لغير الله وتفسّر حقيقة العبادة.
* * *
٣ ـ توحيد الوهّابيين المشوب بالشرك
«الوهّابيون» : جماعة لا تزال تحكم الحجاز وهم أتباع (محمّد بن عبدالوهّاب) الذي استمدّ أفكاره من (ابن تيمية ، أحمد بن عبد الحميد الدمشقي) المتوفّى عام ٧٢٨ ه.
استطاع محمّد بن عبدالوهاب خلال السنوات ما بين عام ١١٦٠ إلى ١٢٠٦ ه التي مات فيها وبتعاون مع الحكّام المحلّيين وإثارة نيران العصبية القاسية بين القبائل التي تجوب صحارى الجزيرة أن يدمّر معارضيه ويستلم زمام الحكم بصورة مباشرة وغير مباشرة وقد أريقت دماء كثير من المسلمين في الجزيرة وغيرها.
وبعد موته هاجم أتباعه العراق عن طرق صحراء الجزيرة ودخلوا كربلاء واستغلّوا عطلة عيد الغدير وسفر الكثير من أهاليها إلى النجف فاقتحموا سور المدينة ونفذوا إلى داخلها وشرعوا بهدم صحن الإمام الحسين عليهالسلام والأماكن المقدّسة الاخرى ونهبوا الأبواب الثمينة والهدايا النفيسة من المرقد الحسيني وأموال الناس!
لقد قام اولئك بهدم قبور عظماء الإسلام في الحجاز عام ١٣٤٤ ه بحيث استوت مع الأرض باستثناء قبر النبي صلىاللهعليهوآله خوفاً من سخط المسلمين!
ويمتاز الوهّابيون بالتعصّب والقسوة والفظاظة وعدم الرحمة والتحجّر والسطحيّة ويعتقدون بأنّهم المدافعون عن التوحيد الخالص في هذا المجال ، وينكرون الشفاعة وزيارة القبور والتوسّل بالقادة العظام ويصبّون جلّ اهتماماتهم تقريباً في هذا السبيل ، وقد رفض
__________________
(١) بحارالانوار ، ج ١٨ ، ص ٤٢٠ ، ح ٨ (نقلاً عن خرائج الراوندي).