وعليه فإنّ أدلّة المنكرين لوجود الحركة ومنهم (الفيلسوف اليوناني ذنون وأتباعه) لا قيمة لها وأنّها تواجه أمراً بديهياً ، وذلك لأنّنا لا يمكن أن نعتبر الماء الجاري في النهر ، أو التفاجة التي تنضج في الشجرة تدريجيّاً ، أو عندما نركب السيّارة ونسافر من مدينه إلى اخرى اموراً خيالية قد ابتلينا بها ، وأنّها امور ذهنية وليست خارجية لأنّ هذا الأمر هو أشبه بإنكار البديهيات ، ونحن في غنى عن الاستدلال لإثبات ذلك.
ولكن لا يمكن إنكار أنّ فهم الحركة بدون قوّة حافظة أمر غير مقدور ، لأنّ الحركة لا يمكن إدراكها بإحساس آني لأنّها أمر تدريجي.
ج) أركان الحركة
ذكر الفلاسفة ستّة أركان للحركة :
١ ـ المبدأ ٢ ـ الغاية ٣ ـ المحرّك ٤ ـ المتحرّك ٥ ـ موضوع الحركة ٦ ـ زمن الحركة (ستعرف أنّ الزمان ليس سوى مقدار الحركة) وبتعبير آخر أنَّ الزمان وليد الحركة وليس والدها).
وسنرى أيضاً أنّ هذه الأركان الستّة تطابق نظرية شهيرة ذهب إليها الأقدمون وعليه فإنّا لا نحتاج موضوعاً للحركة بعد الإقرار بالحركة الجوهرية.
د) مجالات الحركة
كان الفلاسفة في السابق يعتقدون بأنّ الحركة تحدث في أربع مقولات من مجموع تسع مقولات عرضية هي (١).
١ ـ الحركة في (المكان) ، نظير حركة قطرات المطر وحركة السيارة في الطريق.
٢ ـ الحركة في (الكمية) نظير زيادة حجم النبات النامي.
__________________
(١) المقولات العرضية التسع هي : الكم ، الكيف ، الوضع ، المتى ، الأين ، أن يفعل ، أن ينفعل ، ملك ، والإضافة وشروحها في محالّها.