توضيحات
١ ـ التوحيد يعني حذف الوسائط!
من خلال مطالعة دقيقة للآيات القرآنية نستنتج أنّ القرآن يصرّ مؤكّداً بأن لا يضيع الناس بين الوسائط وعليهم أن يتوجّهوا إلى ذات الله المقدّسة مباشرةً ، ويتحدّثوا معه ولتتعلّق قلوبهم به وحده ولا يعبدوا غيره ، والتعبير بـ (ربّ العالمين) في سورة الحمد والسور القرآنية الاخرى إشارة إلى هذه الحقيقة ، وتكرار ذكر الركوع والسجود (سبحان ربّي العظيم) و (سبحان ربّي الأعلى) كلّه لبيان هذه الحقيقة وهي : ليس خلقنا بيده فحسب بل وبقاؤنا وتربيتنا وتكاملنا وتدبير امورنا.
وقد أوضح القرآن الكريم ذلك بدقّة وهو أنّ ، (الخالق) و (الربّ) لا يمكن أن ينفصلا ، ولو دقّقنا جيّداً في الإنسان لوجدنا له خلقاً جديداً في كلّ لحظة ، وكلّ ذلك منه سبحانه.
إنَّ موجودات العالم بأسرها محتاجة وفقيرة وهو الغني المطلق من كلّ جهة.
وتاريخ الديانات يشير إلى أنّ البشرية بسبب التيه في الوسائط والخرافات التي ابتُليت بها ، وكم من الموجودات المنحطّة التي جعلتها آلهة تتحكم بمصائرها ، وهذا التعدّد في الأرباب والآلهة قد جلب للبشرية كلّ هذا التفرّق والاختلافات والشقاء.
ولكن عندما نهجر هذه الوسائط ونعتبر أنّ الله هو الربّ المطلق كما تقول الدلائل والبراهين العقلية ، نعرف أنّ كلّ شيء محتاج إليه فإنّا سنصل إلى مبدأ النور والعظمة والوحدة والوحدانية.
ولذا فإنّ صفة (ربّ) تكرّرت أكثر من ٩٠٠ مرّة في الآيات القرآنية ولم تتأكّد صفة اخرى من الصفات الإلهيّة إلى هذه الدرجة.
وفي الحقيقة يجب معرفة ومطالعة الإخلاص في توحيد الإسلام قبل كلّ شيء في هذا التوحيد الربوبي.
٢ ـ تاريخ الديانات وخرافة الوسائط
كلّما تعمّقنا في دراسة تاريخ المذاهب والديانات تتجلّى أمامنا هذه الحقيقة أكثر فأكثر