اعتبارهم الأصنام ذات مقام ومكانة عند الله يرجون منها الشفاعة والقرب من الله ، حتّى اعتقد البعض منهم أنّ إلى جانب كلّ صنم شيطان موكول به من قبل الله ، وكلّ من يعبد الصنم حقّ عبادته فإنّ ذلك الشيطان يبادر بقضاء حوائجه بأمر من الله!! (١)
ولا يمكن إنكار أنّ طائفة من العرب كانت ترجّح عبادة النجوم ، وتعتقد أنّ كواكب خاصّة حين الغروب والشروق تقوم بإنزال المطر وقد عبّروا عنها بـ (الأنواء) وهو جمع نوء ويعني النجم الذي يميل إلى الغروب ، وقد اعتقدوا بارتباط الحركة والسكون والسفر والإقامة بهذه النجوم (واعتقدوا بتأثيرها على مصائرهم) وقد شيّدوا معابد كبيرة للشمس والقمر والزهرة وسائر الكواكب (٢).
وفي اليمن كان من بين القبائل العربية من يعبد الكواكب السماوية ، فكانت طائفة منها تعبد الشمس وقد أشار القرآن الكريم إليها في قصّة ملكة سبأ ، وطائفة اخرى عبدت القمر ، واخرى عبدت نجمة الشعراء ، كما عبدت قبائل اخرى نجوماً اخرى (٣).
ز) آلهة بلدان أخرى
في بلدان اخرى مثل الهند واليابان وغيرها ساد الإعتقاد بأرباب الأنواع والآلهة المتعدّدة ، كما اعتقد الصابئة (عبّاد النجوم) بأنّ السيّارات السبع هي التي تحرس الأقاليم السبعة وتحافظ عليها (حيث قسّموا الأرض قديماً إلى سبعة أقسام أُطلق على كلّ قسم منها اقليم) (٤) واعتقدوا أنّها مبدأ الخيرات ودافعة للأضرار عن أهل الأرض.
والإعتقاد بـ (توتم) الذي ساد في مناطق شاسعة من العالم كان مشابهاً للاعتقاد بربّ الأنواع أيضاً ، حيث كان لكلّ قبيلة (توتم) بمثابة الأب وروح القبيلة واعتقد بأنّه على صورة الحيوانات أو ما شاكله.
__________________
(١) بلوغ الأرب ، ج ٢ ، ص ١٩٧.
(٢) المصدر السابق ، ص ٢٢٣.
(٣) الإسلام والجاهلية ، ص ٢٩٥.
(٤) يمكن مراجعة معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٢٧ للمعرفة التفصيلية بالأقاليم السبعة وحدودها.