وعليه فانّهم لا يفكّرون أبداً بأي نائب أو رئيس للحكومة يقوم برعاية مصالحهم الشخصية أو الفئوية أو من هو الذي تربطهم معه الصداقة أو القرابة؟ من الذي يستأنسون به أم لا يستأنسون؟ بل ينبغي أن يراعوا الله عزوجل ورضاه والقيم الإنسانية والدينية السامية في كلّ موقف.
أمّا في الحكومات الديمقراطية والشعبية في العالم المادّي فيمكن أن تنظر هذه الامور في آراء المقترعين من قبيل الميول الشخصية والفئوية ، الصراعات السياسية ، المصالح المادّية اللامشروعة والعلاقات الخاصّة وأمثالها.
لاحظ الفارق من أين وإلى أين؟
* * *
٤ ـ الإيمان بتوحيد المالكية وتأثيراته التربوية
ممّا ذكر يتّضح جانب من تأثير الإيمان بهذا النوع من التوحيد وهو مدى تأثير الإعتقاد بحاكمية الله في جميع الأبعاد ، وأنّ الحكومة وديعة إلهيّة عند الناس ، فعند التعيين سواء كان في المسؤوليات الكبيرة في الحكومة أو الصغيرة ينبغي أن يراعى فيه مبدأ الأمانة والوديعة الإلهيّة وعدم التضحية بالضوابط فداءً للعلاقات وعدم التضحية بمصالح المجتمع من أجل المصالح الشخصية.
وأمّا من جهة الحكّام فانّا نعلم بأنّ المشكلة الهامّة في العالم هي مشكلة الحكّام المستبدّين الذين أضرموا النيران طيلة التاريخ في مناطق واسعة من العالم ، أو في العالم بأسره وجلبوا المصائب والشقاء الكبير للبشرية.
في هذا العصر قام (هتلر) بقتل عشرات الملايين ، و (ستالين) مسؤول عن مقتل ٣٠ مليون إنسان! حسب الإحصاءات المروّعة التي نشرت من قبل شعبه ، ولا تزال أوضاع العالم بهذا النحو وان كانت بصور اخرى.
في حين لو كان الإنسان ذا رؤية توحيدية لآمن بأنّ الحكومة المطلقة مختصّة بالله تعالى