صحيح أنّ (برهان الحركة) له علاقة ب (برهان الإمكان والوجوب) غير أنّه يُبحث بصورة مستقلّة من أجل الحصول على صورة جديدة عنه.
* * *
٤ ـ العالم متغيّر وكلّ متغيّر حادث
استند الكثير من المتكلّمين (علماء العقيدة) على هذا الدليل (دليل التغيّر) لإثبات وجود الله دون ملاحظة نظرية الحركة الجوهرية لأنّ التغيّرات التي تشاهد في ظاهر الموجودات في العالم باستمرار تكفي لإثبات آرائهم.
ولتوضيح ذلك نقول : لا يبقى في عالم المادّة شيء على حالة واحدة ، فكلّ الأشياء ـ دون استثناء ـ في حالة تغيّر.
ومن جهة اخرى ، أنّ التغيّر والحركة حادثان ، وبما أنّ المادّة متعرّضة لهذه التغيّرات والتحوّلات دائماً فينبغي أن تكون حادثة أيضاً فمن غير الممكن أن تكون المادّة أزلية وتتعرّض للحدوث والتغير منذ الأزل لأنّ ذلك يستلزم اجتماع (الحدوث) و (الأزلية) وهما متضادّان كما نعلم.
إنَّ هذا الاستدلال ومن خلال ملاحظة النظريات الجديدة بشأن المادّة يَرِدُ بصورة أوضح ، فكلّ مادّة ـ وفق النظرية الفيزيائية الجديدة ـ تتركّب من ذرّات ، والذرّة عبارة عن مجموعة من الحركات ، وكلّ حركة حادثة ، فالمادّة ـ إذن ـ والتي هي عبارة عن مجموعة حركات (الالكترونات) و (البروتونات) لا يمكن أن تكون أزلية ، وبعبارة اخرى أنّ كلّ حركة لها بداية ونهاية ، وكلّ ما له بداية ونهاية لا يكون أزلياً.
هذه المسألة جاءت بشكل ملفت للنظر في حديث عن الإمام الصادق عليهالسلام في مناظرة مع (ابن أبي العوجاء) حيث قال له الإمام عليهالسلام : اسأل ما شئت ، فقال (ابن أبي العوجاء) : ما الدليل على حدث الأجسام؟ فقال الإمام عليهالسلام : «إنّي ما وجدت شيئاً صغيراً ولا كبيراً إلّاإذا ضُمّ إليه مثله صار أكبر ، وفي ذلك زوال وانتقال عن الحالة الاولى ، ولو كان قديماً ما زال