١ ـ (يَاايُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الغَنِىُّ الحَميِدُ). (فاطر / ١٥)
٢ ـ (وَاللهُ الغَنِىُّ وأنتُمُ الفُقَرَاءُ). (محمّد / ٣٨)
٣ ـ (يَسْئَلُهُ مَنْ فِى السَّماوَاتِ وَالأَرضِ كُلَّ يَومٍ هُوَ فِى شَأْنٍ). (الرحمن / ٢٩)
شرح المفردات :
«فقراء» جمع «فقير» ، وأصله كما يقول (الراغب) في (المفردات) هو الذي كسرت فقرات ظهره ، وبما أنّ البؤساء يشبهون حال من تعرّض لكسر الفقرات لذا اطلق عليه هذا المصطلح.
كما أنّ (مسكين) مشتقّ من (السكون) ويعني العجز عن المشي ولذا اطلق على الفقراء المُعدمين ، ولذا تطلق كلمة (فاقرة) على الحادثة أو المصيبة العظيمة التي من شأنها أن تهشّم الفقرات.
وقد ورد في (مجمع البحرين) بأنّ (فقير) يُطلق على الذي هو أفضل حالاً من (المسكين) ، ولذا قيل لرجل في الصحراء أفقير أنت؟ قال : لا والله بل مسكين (١).
وعلى أيّ حال فانّهم ذكروا ل (الفقر) أربعة معانٍ هي :
١ ـ الحاجة الضرورية التي تشمل جميع البشر بل كلّ الموجودات في العالم ، والآية : (يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ) يذهبون إلى أنّها تشير إلى ذلك.
٢ ـ الإحتياج إلى الحدّ الأدنى من مستلزمات الحياة ، ويعتقدون أنّ الآية : (انَّما الصَدقاتِ للفُقَراء ...) تشير إلى ذلك.
٣ ـ فقر النفس والذي يعني الطمع ، وقد عدَّهُ الحديث المعروف كفراً (كاد الفقرُ أن يكون كفراً) ويقابله غنى النفس.
٤ ـ الحاجة إلى الله كما جاء في الحديث المعروف (اللهم أغنني بالإفتقار إليك ولا تفقرني بالإستغناء عنك) (٢).
__________________
(١) يذهب البعض إلى العكس في ذلك.
(٢) مفردات الراغب ، مادّة (فقر).