٤ ـ برهان العلّة والمعلول
تمهيد :
لا شكّ أنّ العالم الذي نعيش فيه يشتمل على مجموعة من العلل والمعلولات ، والعلّية هي من أوضح القوانين في هذا العالم.
كما لا شكّ في أنّنا والأرض التي نعيش عليها لم نكن موجودين بصورة دائمة بل انّنا معلولون لعلّة اخرى ، فهل لهذه السلسلة من العلل والمعلولات أن تستمرّ بلا نهاية وتبقى في حالة تسلسل؟ وبعبارة اخرى أتكون كلّ علّة معلولة لعلّة اخرى ولا تنتهي في موضع ما؟ إنّها قضيّة لا يتقبّلها أي وجدان ، فكيف يمكن لأصفارٍ توضع جنباً إلى جنب وإلى ما لا نهاية من أن تكوّن رقماً ما؟ (المقصود من الصفر هو الموجود الذي لا وجود له من ذاته بل وجوده مكتسب من علّته) ، وكيف يمكن أن يصطف الفقراء ـ والمعوزون إلى ما لا نهاية ثمّ يحصل منهم وجود غني؟!
يجب الإذعان ـ إذن ـ إلى أنّ هذه السلسلة من العلل والمعلولات تنتهي بوجود ، وهذا الوجود هو علّة غير معلول حيث ينبع الوجود من ذاته ، وبتعبير أدقّ هو عين الوجود اللامتناهي وواجب الوجود.
إنّه أوضح دليل على إثبات الوجود الأزلي والأبدي لله سبحانه.
والملاحظ أنّ الاستدلالات الاخرى لإثبات وجود الله تنتهي كذلك ببرهان (العلّة والمعلول) وبدونه تكون ناقصة.
بعد هذا التمهيد نمعن خاشعين في الآيات القرآنية التالية :