٣ ـ (وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحيْطٌ). (البروج / ٢٠)
٥ ـ (هُوَ الْأوَّلُ وَالآخِرُ والظَّاهِرُ والباطنُ وَهُوَ بكُلِّ شَىءٍ عَليمٌ). (الحديد / ٣)
٦ ـ (اللهُ نُورُ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ) (١). (النور / ٣٥)
شرح المفردات :
«شهيد» : مشتق من (شهود) وهو في الأصل ـ كما يقول الراغب في المفردات ـ بمعنى (الحضور المقرون بالمشاهدة) سواء كان ذلك بالعين الباصرة أو بعين القلب ، وقد يعني (الحضور) مجرّداً عن مفهوم المشاهدة بَيدَ أنّ استعمال (شهود) بمعنى الحضور ، و (الشهادة) بمعنى الحضور المقرون بالمشاهدة أولى.
وقد وردت في (مقاييس اللغة) ثلاثة اصول في معنى (الشهادة) هي : الحضور والعلم والإعلام للآخرين ، وإطلاق (شهيد) على من يقتل في طريقه هو لحضور ملائكة الرحمة عليه ، أو بسبب حضوره في ساحة الجهاد ، أو بسبب مشاهدة النعم العظيمة التي أعدّها الله له ، أو بسبب حضوره بين يدي الله.
وقد جاء في كتاب العين أنّ (الشّهْد) يعني (العسل) قبل استخراجه من الشمع وهو المعنى الذي اتّخذه صاحب الكتاب الأصل الأوّل لهذه المادّة ، فهل يرى ذلك هو الأصل اللغوي؟ وفي هذه الحالة ما هو وجه العلاقة بما نحن فيه؟ إنّه لم يذكر توضيحاً لذلك(٢).
(محيط) ومصدرها (الإحاطة) وتعني الضمّ ويستفاد من بعض الكتب اللغوية بأنّ الإحاطة على نوعين :
إحداهما : تكون في الأجسام ولذا يطلق على البناء المحيط بمكان (حائط).
وثانيهما : (الإحاطة المعنوية) وتعني الحفظ والحراسة أو العلم والإطّلاع على شيء ما.
وقد تستعمل هذه المفردة بمعنى الإمتناع من شيء ، وكأنّ الإنسان محاط من كلّ جهة
__________________
(١) هناك آيات قرآنية اخرى تحمل نفس هذا المضمون من جملتها سورة الحجّ ، ١٧ وسبأ ، ٤٧ والمجادلة ، ٦ والبروج ، ٩ والنساء ، ٣٣ والأحزاب ، ٥٥.
(٢) المفردات ، لسان العرب ، مقاييس اللغة ، كتاب العين.