لئلّا يصل إلى ذلك الشيء ، وكلمة (الإحتياط) تستعمل في المجالات التي يحاول الإنسان فيها أن يعمل عملاً يصونه من الخطأ والإشتباه والمعصية والمخالفة.
وقد ورد في (مقاييس اللغة) أنّ الأصل في هذه المفردة هو من مادّة (حوْط) ويعني دوران شيء حول شيء آخر.
كما أنّ كلمة (محيط) يمكن أن تكون بمعنى الإحاطة الوجودية أو إحاطة القدرة والعلم (١).
«نور» : يعني الأشعّة المنتشرة التي تعين العين على النظر وهو على نوعين :
مادّي وهو النور الذي تبصره العيون المجرّدة ، ومعنوي وهو النور الذي تراه عين البصيرة كنور العقل ونور القرآن ، وقد جاء إطلاق (نائرة) على الفتنة وذلك لانتشارها واتّساعها.
والأقرب أنّ هذه المفردة تعني في أصلها الضياء المحسوس ، ثمّ استعملت في الامور المعنوية كالإيمان والعلم والعقل والقرآن حتّى ذات الله المقدّسة.
«نار» : هي من هذا الأصل أيضاً ويقترنان في كثير من الموارد.
وكلمة (منارة) تعني الموضع المتّخذ لإشعال الشموع ، أو لأجل نشر نور المعنويات الذي يبثّه (الأذان) إلى مختلف الجهات.
«نَوْر» : ويطلق على براعم الأشجار وخاصّة البيض منها لما فيها من نور خاصّ منذ ظهورها.
جمع الآيات وتفسيرها
القرآن وبرهان الصدّيقين : (٢)
تقول الآية الاولى التي وردت في هذا البحث بعد الإشارة إلى آيات الآفاق والأنفس
__________________
(١) التحقيق في كلمات القرآن ، المفردات ، مقاييس اللغة ، ولسان العرب.
(٢) قال البعض : إنّ تسمية هذا البرهان ب (برهان الصدّيقين) لأنّ صدّيق هو صيغة مبالغة ويعني كثير الصدق. صحيح أنّ الأدلّة الاخرى التي أوردناها لإثبات وجود الله صادقة بَيدَ أنّ هذا البرهان أشدّ صدقاً نظراً إلى أنّا نصل في البرهان من ذات الله سبحانه وتعالى إلى الله ولا نسمح لغيره في هذا الطريق.