وفُسّرت بمعنى الإضاءة بواسطة الشمس والقمر والنجوم ، وبواسطة الأنبياء والملائكة والعلماء والمفكّرين.
وفسّرها بعض بمعنى المنظّم للعالم العلوي والسفلي.
وفُسّرت بمعنى المفيض بالجمال على الكونين.
وفُسّرت بمعنى خالق السماوات والأرض.
وكما أسلفنا فإنّ هذه المعاني موجودة في الآية الكريمة : (اللهُ نُورُ السَّمَاواتِ وَالأَرض) ، بل إنّ الآية تنطق بما هو أعلى وأوسع ، حيث إنّ النور نيّر ذاتاً وهو الدليل على وجوده ولا يحتاج إلى مظهر آخر ، لأنّ الآخرين ظاهرون بأجمعهم ببركته وكما قال العرفاء :
«كفى بك جهلاً بأن تهجر الشمس الساطعة وتبحث في الوديان بنور الشمع ، واعلم بأنّ الكون طرّاً من شعاع الحقّ».
* * *
توضيحان
١ ـ برهان الصدّيقين في الروايات الإسلامية والأدعية
هناك طريق آخر لمعرفة ذات الله المقدّسة أقصر وأدقّ من البحث في موجودات العالم ، وهو معرفة الذات المقدّسة بذاتها ، أي الوصول منه إليه ، وقد ورد هذا المضمون بشكل واسع في الروايات الإسلامية وأدعية المعصومين ويشكّل هذا المضمون جوهر برهان الصدّيقين.
ولا نقول أنّ لا يمكن التعرّف على ذاته عن طريق الموجودات في العالم ، كما لا نقول بأنّ آيات (الآفاق والأنفس) ليست علائم على علمه وقدرته وعظمته فإنّ هذا المعنى جلي في القرآن كلّه ، ولكن نقول إنّ ثمّة طريق أرقى وأعلى وألطف وهو البحث في أصل الوجود والوصول إليه عن طريق ذاته المقدّسة ، وهذا الطريق هو طريق الخواص والعرفاء الحقيقيين غالباً ، فمثلاً :
١ ـ نقرأ في دعاء الصباح الشهير : «يامن دلّ على ذاته بذاته وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته».