الزوجين وحق أولادهما ، وصان الزواج من أي لون من التلوث بالاستفادة من سنة أحكام اللِّعان الحكيمة هذه).
* * *
هو الحكيم الحميد :
يلاحظ في الآية الخامسة اقتران صفة «الحكيم» بصفة «الحميد» ، بعد أن بَّينت الآية عظمة القرآن الكريم ، قال تعالى : (لَّايَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيْلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).
وردت تفاسير عديدة حول معنى كلمة «الباطل» وجملة «من بين يديه ومن خلفه» ، لكن الظاهر هو أنّ «الباطل» يشمل كل مايُبطل ويسقط هذا الكتاب السماوي من الاعتبار ، وجملة «من بين يديه ومن خلفه» كناية عن جميع الجهات ، أي أنّ غبار البطلان لن يترسب على هذا الكتاب السماوي ، لا من حيث اللفظ ولا من حيث المعنى ، سواء كان في الكتب السابقة أم المقالات اللاحقة.
والدليل على ذلك هو أنّه تنزيل من لدن ربّ حكيم يحيط بجميع أسرار خلق الإنسان والكون ، والهدف منه هو الامتنان على الإنسان بأكبر النعم الإلهيّة ، نعمة تستحق أعلى مراتب الحمد ، لذا فقد وردت صفة الحميد بعد صفة الحكيم.
ولهذا لا يمكن أن نجد نقطة ضعف في مضمونه ولا في معاينه ولا تستبدل بمرور الزمان ، أو يستطيع أحدٌ تحريفه أو تغيير محتوياته.
* * *
إنَّهُ علىٌّ حَكِيمٌ :
بعد أن أشارت الآية الخامسة إلى مسألة الوحي وارتباط الأنبياء مع الذات الإلهيّة المقدّسة بطرق مختلفة (الالهام القلبي ، التكليم بايجاد أمواج صوتيّة أو إرسال الوحي)