يستنتج من مجموع الآيات المذكورة بأنّ إرادة الله سبحانه التكوينية والتشريعية تشمل جميع الممكنات ، كل ماتقتضيه حكمته.
وإن كان للانسان إرادة لعمل شيء معين فانّما هي بإذن الله.
ولا شيء يمنع عن تحقق إرادته سبحانه ، ومشيئته غير منفصلة عن خلق الأشياء.
ومصيرنا جميعاً بيده سبحانه ، فالخير والفائدة والسعادة كلها هي فيض من وجودهعزوجل.
فبالاعتماد على إرادة الله ومشيئته تهون علينا الحوادث الصعبة.
هذا ماتفيضه علينا هذه الصفات الإلهيّة من معطيات.
* * *
توضيحات
١ ـ الدلائل العقلية على الإرادة الإلهيّة
عندما ننظر إلى عالم التكوين نجد أن في كل يوم يحدث أمر جديد ، ولكل موجود ظاهرة وتاريخ معين ، بل العالم بذاته يمثل مجموعة من الظواهر والحوادث.
وهنا يطرح هذا السؤال : بما أنّ الله عالم لأنّه علة العلل لجميع الكائنات ، فهو قديم وأزلي ، إذن كيف يمكن أن يوجد كل موجود في زمان معين أو أن تقع كل حادثة في زمان معين؟
والجواب على هذا السؤال هو أنّ الله فاعلٌ غير مجبور ، بل فاعلٌ لما يريد ومايشاء ، وما انفصال الكرة الأرضية عن الشمس قبل خمسة ملياردات سنة مثلاً ، أو ظهور الأحياء على سطح الكرة الأرضية قبل عدة ملايين من السنين ، أو دخول الإنسان إلى عالم الوجود قبل آلاف السنين ، إلّاامتثالاً لإرادته المتميزة سبحانه.
وخلاصة الكلام هو أنّ وجود بعض الممكنات وعدم وجود بعضها الآخر ، أو حدوثها في موعدٍ محددٍ (مع أنّ الله قادرٌ على كلّ شيء بصورة متساوية) يدلّ على اتصاف ذاته المقدّسة بصفة اخرى غير القدرة ، وهي الإرادة والمشيئة الإلهيّة.