فهي تفيد المبالغة وذات مفهوم أوسع من مفهوم (قادر) ، ولعلّ هذا هو السر في استعمال أغلب الآيات القرآنية لهذه الكلمة عند وصف القدرة الإلهيّة.
لذا فقد تحدثت الآيات التي تلت هذه الآية عن خلق الإنسان ، والموت والحياة ، وخلق السموات السبع ، والنجوم ، ودفع الشياطين والتي تعتبر كل منها نموذجاً من عجائب عالم الوجود.
* * *
الهدف من خلق الكون هو معرفة قدرته سبحانه :
بعد أن ذكرت الآية الثانية خلق السموات والأرض ، بيّنت أنّ الهدف الأصلي من جميع ذلك هو إطلاع العباد على سعة قدرة الله وعلمه سبحانه : (اللهُ الَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا انَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَديرٌ). (الطلاق / ١٢)
وعليه فإنّ خلق السموات العريضة والأرضين الواسعة ، والتدبير الدائم والمستمر الموجود فيما بينها ، يُعتبر بحد ذاته أفضل دليلٍ على عموميّة وشموليّة القدرة الإلهيّة لكل شيء ، لأنّ هذه المجموعة المتنوعة تحتوي على كل ألوان الممكنات.
وهناك بحوث كثيرة حول معنى السموات السبع ، والأرضين السبع ، ذكرناها في التفسير الأمثل (١).
* * *
بيده الحياة والموت :
أمّا الآية الثالثة ، فعلاوة على طرحها مسألة اختصاص تلك السموات والأرض بالباري تعالى ، ذكرت استمرار ظاهرتي حياة وموت الموجودات كواحدة من أدلة قدرته سبحانه :
__________________
(١) راجع التفسير الأمثل ذيل الآية ١٢ من سورة الطلاق.