(لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِى وَيُميْتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَديرٌ). (الحديد / ٢)
إنّ مسألة إيجاد الحياة والموت معقّدة وعجيبة إلى درجة أنّ القدرة عليها تعتبر دليلا" على اطلاق وعموميّة القدرة الإلهيّة.
أجَل ، هذه هي المسألة التي حارت فيها عقول العلماء ، وحاروا في معرفة القوانين المتحكمة بها لعلهم يتمكّنون من خلق خلية حيّة من الجمادات وبالإستعانة بوسائل معينة ، فى الوقت الذي نجد أنّهم توصّلوا إلى أسرار معقدة جدّاً من قبيل (غزو الفضاء والصناعات العظيمة وصناعة العقول الألكترونية الدقيقة).
أجَل ، فمن حولنا يوجد مئات الألوف بل الملايين من أنواع الكائنات الحيّة التي يَحارُ البشر آلاف السنين في فهم أسرار تركيب إحداها!
ألا تدل هذه الخلائق العجيبة على أنّ قدرة الباري مطلقة وغير محدوده؟!
* * *
تطورات الحياة دليلُ على قدرته تعالى :
تطرقت الآية الرابعة إلى هذه المسألة من طريقٍ آخر ، وضمن ذكرها لحالات الإنسان المختلفة ، وانتقاله من حالٍ إلى آخر بإذن الله تعالى ، وذكرها لخلق مختلف المخلوقات ، فقد بيّنت عموميّة القدرة والعلم الإلهي : (اللهُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِّنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَليمُ الْقَديرُ). (الروم / ٥٤)
حقاً ، إنّ ملاحظة تطوّرات الجنين ومراحل حياة الإنسان المختلفة ومنحني قدرته التصاعدي والتنازلي الذي يبدأ من نطفة ويصل في قمة المنحني إلى إنسان قوي ومتفكّر وذكي ذي قدرة على تخيّل وإنجاز مسائل كثيرة ، ثم ينزل حتّى يصير موجوداً عاجزاً حتى أعجز من الطفل أحياناً من حيث القدرة الجسميّة والفكريّة ، وملاحظة جميع هذه التحوّلات السريعة العجيبة ، يوحي ويحكي عن قدرته تعالى على كل شيء.
لذا نجد أنّ القرآن الكريم ومن أجل إثبات عموميّة العلم الإلهي والقدرة الإلهيّة ، قد دعا