ويجدر الإلتفات إلى أنّ كلمة «مِلك» ـ بكسر الميم ـ تعني سلطة الإنسان على شيء معين ، و «مُلك» ـ بضم الميم ـ تعني التحكُّم بنظام اجتماعي معين ، وبتعبيرٍ آخر فالمصطلح الأول له حالة فردية والثاني له حالة اجتماعية وهو نفس ما يَرِدُ في تعابيرنا اليومية عندما نعبّر عنه ب (المالك) و (الحاكم).
* * *
قدرته تعالى على اعادة الخَلق :
أشارت الآية السادسة إلى مسألة «المعاد» وقدرة الباري على إحياء الموتى في الآخرة ، لتكون ردّاً على من شكّكوا في المعاد الجسماني وورد ذكرهم في الآية السابقة لهذه الآية في قوله تعالى : (ذَلِكَ جَزَاؤُهُم بِأَنَّهُم كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُواءَإِذَا كُنَّا عِظَامَاً وَرُفَاتاًءَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) فأجابهم القرآن في قوله تعالى : (اوَلَمْ يَرَوا انَّ اللهَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى انْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ). (الاسراء / ٩٨ ـ ٩٩)
جملة (أو لم يَرَوا) بمعنى (أولم يعلموا؟) باعتبار أنّ المقصود من الرؤية المذكورة فيها هو الرؤية القلبية ، ومصدر هذا العلم والإطلاع هو نفس تلك القاعدة العقلية التي تقول : (حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لايجوز واحد) ، أي أنّ الموضوعات المتشابهة لها حكم واحد دائماً ، فإن كان أحدها ممكناً فانّه يسري على سائر الموضوعات فتكون ممكنة جميعاً ، وإن كان محالاً فالجميع محال.
* * *
قدرته تعالى على إحياء الموتى :
بعد أن أشارت الآية السابعة إلى قدرة الله تعالى على إحياء الموتى في عالم الآخرة ، ذكرت هذا المعنى بتعبير آخر حيث قال تعالى : (اوَلَمْ يَرَوا انَّ اللهَ الَّذى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْىَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى انْ يُحْىَ الْمَوْتى بَلَى انَّهُ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَدِيرٌ) (١). (الأحقاف / ٣٣)
__________________
(١) «يعي» من مادة «عي» بمعنى العجز عن أداء عمل ما ، وتطلق هذه اللفظة على حالة العجز عن الكلام أيضاً.