بعض الموارد الخاصّة التي تحصل بإرادة الله تعالى أيضاً! (١).
علاوةً على ذلك وكما قلنا سابقاً : إنّ الموجودات الإمكانية هي فانية في حال وجودهاأيضاً ، لأنّ بقاءَها قائم ببقاء الله سبحانه. (تأمل جيداً).
* * *
يتّضح من مجموع ماذكرناه أنّ القرآن الكريم وضّح مسألة أزليّة وأبديّة وجود الله تعالى بصورة تامّة ، على الرغم من عدم استعماله كلمتي (الأبد) و (الأزل) ، لكنّه استعمل تعابير من قبيل (الأول) و (الآخر) و (الباقي) و (عدم الفناء والهلاك) والتي تُفصح عن مفهومي الأزليّة والأبديّة.
واللطيف أن البعض قالوا : إنّ كلمة (أزل) مأخوذة من جملة (لا يزال) ، والتي هي بالأصل مأخوذة من مادّة (زوال) ، أي التحُّول والتغيُّر ، ولعلّ هذا هو السّر في عدم استعمالها في الآيات القرآنية ، بل استُعملَت كلمة (أوَّل) بدلاً عنها ، والتي لها مفهوم أوضح وأبقى.
و (الأبد) في اللغة أيضاً بمعنى (الزمن الطويل) ولا تُعطي مفهوم (الآخر) ، لذا فما ذُكرَ في القرآن الكريم بخصوص الله سبحانه (الأول والآخر والباقي وغير الفاني) أبلغ من كلمة (الأزل) وكلمة (الأبد) من كل ناحية ، ولو أنّ هاتين الكلمتين قد وصلتا مرحلة الوضوح في عصرنا وزماننا الحاضر على أثر كثرة استعمالهما في هذين المفهومَين.
* * *
توضيحات
١ ـ النظرة الفلسفية لأزلية وأبديّة الله تعالى
لقد ذكرنا سابقاً بانّه لا يوجد أحد من المؤمنين يُنكِر أزليّة وجود الله عزوجل وأبديته ، لأنّه لو لم يكُن أزليّاً لاستلزم أن يكون حادثاً ، وإن كان حادثاً لاحتاج إلى علّة اخرى ،
__________________
(١) تفسير الكبير ، ج ٢٥ ، ص ٢٤.