عليه الصفات والأسماء ، كما تختلف على غيره» (١).
وجاء في حديث آخر عن نفس الإمام عليهالسلام في تفسير وصف «الأول» : «الأول لا عن أوّل قبله ، ولا عن بدءٍ سبقه ، والآخر لا عن نهاية ... ولم يزل ولا يزول بلا بدءٍ ولا نهاية» (٢).
* * *
٣ ـ الإجابة عن سؤال
يرد هذا السؤال عادةً في مباحث معرفة الله تعالى ومن قِبَل الأفراد قليلي الخبرة وهو : أنتم تقولون : إنّ لكل شيء خالقاً ومبدعاً ، إذن فمن خلق الله عزوجل؟
والعجيب هو أنّ بعض فلاسفة الغرب طرحوا هذه الأسئلة أيضاً ، وهي علامة على مقدار تصورهم السطحي في المباحث الفلسفيّة وتفكيرهم البدائي.
يقول الفيلسوف الإنجليزي الشهير (برتراندراسل) في كتابه (لِمَ لا أكون مسيحيّاً؟) : «كنت اعتقد بالله في شبابي ، وكنت أعتقد ببرهان علّة العلل كأفضل دليلٍ عليه ، وهو أنّ كل ما نراه في الوجود ذو علّة معينة ، ولو تتبّعنا سلسلة العلل لانتهت بالعلّة الأولى ، وهي مانُسميّه بالله.
لكنني تراجعت عن هذه العقيدة بالمرّة فيما بعد ، لأنني فكرت بأنّه لو كان لكلّ شيء علّة وخالق ، لوجب أن يكون لله علة وخالق أيضاً» (٣).
لكننا لا نعتقد بأنّ أحداً له أدنى اطلاع على المسائل الفلسفية الخاصّة بمباحث معرفة الله تعالى ، وما وراء الطبيعة ، يحار في الإجابة عن هذا السؤال ، فالمسألة واضحة جدّاً ، فعندما نقول : إنّ لكل شيءٍ خالقاً وموجداً ، نقصد (كُلّ شيء حادثٍ وممكن الوجود) ، لذا
__________________
(١) اصول الكافي ، ج ١ ص ١١٥ (باب معاني الأسماء) ح ٥.
(٢) المصدر السابق ، ص ١١٦ ، ح ٦.
(٣) برتراند راسل ، في كتابه (لِمَ لَم أكُن مسيحيّاً).