إدراك تنوع الحياة وكيفية ظهور الصور المختلفة لها.
ويُمكن القول باختصار : إنّ مُظهِر الحياة بصورها المختلفة ذو علمٍ لا محدود وقدرةٍ مطلقة ، ويُعَدُّ ظهور أنواع الكائنات الحيّة أوضح دليلٍ على علم الله عزوجل وقدرته العظيمة.
وكما تقدم فإنّ الحياة لها عدّة أقسام ، ابتداءً من حياة النبات وحتى حياة الإنسان فصاعداً ، وهذه الحياة المتنوعة لها آثار مختلفة أيضاً.
وعندما يصل العلماء إلى حياة الإنسان يقولون : هي الحالة المقرونة بالعلم والشعور والقدرة والفعاليّة.
ومن الواضح إنّ علمنا وقدرتنا لا تمثل حقيقة الحياة ، بل هي من مستلزماتها ، لذا قد يكون الإنسان حياً من دون علمٍ وقدرةٍ.
ومن المسَّلم أنّ حياة الإنسان والتي هي من عوارض الجسم ، لا يمكن تصورها للباري جل وعلا.
والتصور المقبول عن حياة الباري تعالى هو العلم اللا محدود وقدرته على كل شيء ، وبهما يمكن إثبات أعلى مفهومٍ للحياة له عزوجل.
* * *
٢ ـ الأدلة على حياته سبحانه
أ) اعتبر عامّة علماء الإسلام صفة الحياة من الصفات الإلهيّة المُسلمة ، ووصفوه سبحانه بالحي القيّوم. وكما عرفنا آنفاً فإنّ الآيات القرآنية أكّدت هذا المعنى والمفهوم كِراراً بالرغم من أن للمفسرين تعابير مختلفة في تصوير حياة الله سبحانه وتعالى.
وأكثرها وضوحاً ومقبوليّةً هو ماذكرناه آنفاً من كون حياة الباري تعني إحاطته بكل شيءٍ علماً ، واقتداره على فعل كُلّ شيء ، وإلّا فالحس والحركة ودقّات القلب والتنفُّس والتفكُّر وأمثال ذلك لا مفهوم لها بالنسبة إلى الله عزوجل.