وواضح ، لذا فإنّ الإمام الصادق عليهالسلام قال : إنّ الله لا يوصفُ وكيف يوصف وقد قال في كتابه : (إِنَّ اللهَ لَقَويٌ عَزيزٌ) فلا يُوصف بقدرٍ إلّاكان أعظم من ذلك» (١).
وكذلك فقد ورد في الخطبة ٩١ من نهج البلاغة :
«كَذَبَ العادِلُوْنَ بِكَ ، إِذْ شَبَّهُوْكَ بأَصْنامِهِمِ ، وَنَحَلُوْكَ حِلْيَةَ الْمخُلُوقينَ بِأَوْهامِهِم وَجَزَّأُوْكَ تَجْزِئَةَ المُجَسَّماتِ بِخَواطِرِهِمْ وَقَدَّرُوْكَ عَلَى الخِلْقَةِ المُخْتَلِفةِ الْقُوَى بِقَرائِحِ عُقُوْلِهِمْ»(٢).
* * *
وفي الآية السابعة والأخيرة من بحثنا ، نلاحظ أنّه تعالى قال ضمن إشارته إلى حال المجرمين والمذنبين يوم القيامة ومثولهم في محكمة العدل الإلهيّة الكبيرة : (يَعْلَمُ مَا بَينَ ايْديهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً).
لقد ذُكرت في تفسير هذه الآية عدا ما ذكرناه أعلاه احتمالات اخرى ، من جملتها هي أنّها تعني بأنّ الله عليم بأعمالهم وجزائهم ، لكنهم ليس لهم علم واطلاع كامل لا على أعمالهم ولا على جزائها وما أكثر ماتناسوه منها ، لكن التفسير الأول أقرب ـ حسب نظرنا.
وعليه فإنّ هذه الآية تقول : بأنّ البشر عاجزون عن الاحاطة العلمية بكنه ذاته المقدّسة أو بكُنه صفاته ، وذلك لأنّه أعلى وأعظم من ظنوننا وعقولنا ، فكيف يمكن أن تحيط به الخلائق ، في حين أنّ هذه الاحاطة تستلزم محدوديته تعالى وهو منزّهٌ عن كل أنواعها!؟
* * *
نتيجة البحث :
يتبيّن ممّا ورد في الآيات أعلاه بأنّ صفات المخلوقين ليست لها أدنى شبه بصفات ربّ
__________________
(١) اصول الكافي ، ج ١ (باب النهي عن الصفة بغير ماوصف به نفسه) ، ح ٨١ ـ لاحظوا أنّ الآية أعلاه قد وردت في ثلاث مواضع من القرآن الكريم هي : الأنعام ، ٩١ ؛ الحج ، ٧٤ ؛ الزمر ، ٦٧ ، وفي موردين منها بحرف واو.
(٢) نهج البلاغة ، الخطبة ٩١ (خطبة الأشباح).